لغز جرائم النصب والاحتيال وانتحال صفات ومهن ينظمها القانون

218٬280

تمكنت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، زوال يوم الجمعة 22 شتنبر الجاري، من توقيف ستة أشخاص من بينهم عون سلطة وسيدة، تتراوح أعمارهم ما بين 32 و57 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في النصب والاحتيال وانتحال صفات ومهن ينظمها القانون.
وكان المشتبه فيهم قد أقدموا على انتحال صفات موظفين عموميين ومسؤولين قضائيين، وعرضوا مجموعة من الضحايا للنصب والاحتيال بعدما سلبوهم مبالغ مالية مقابل وعود وهمية بتوظيفهم أو حصولهم على رخصة الثقة لسيارات الأجرة.
كثيرة هي الجرائم التي يتابع فيها بعض المواطنين بتهمة انتحال صفة، وكثير من هذه الحالات يقوم فيها هؤلاء بانتحال صفات مسؤولين إداريين.
من قبل كانت ملفات انتحال صفة مسؤؤل إداري أو أمني والتي ينظر فيها القضاء لاتتجاوز كونها لعبة يقوم بها الشخص لمحاولة التهرب من أداء غرامة مالية لخرقه قانون السير غيره، أو محاولة النصب على السفهاء الذين لهم مآرب إدارية ويبحثون عن أسهل الطرق لقضائها ولو بمقابل.
لكن الخبر أعلاه، ليس خبرا عاديا كما قد يبدو ويمكن لمن يقرأ بين السطور أن يكشف عن خباياه ودلالاته.
إلى حدود القراءة السطحية للخبر فإن الأمر عاد وطبيعي، شخص انتحل صفة أشخاص ينظم القانون مهنتهم تم إلقاء القبض عليه سواء أكانت عملية إلقاء القبض تمت من خلال التبليغ عنه أو من خلال فطنة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لكن المثير هو كون انتحال صفة كانت تقابله وعودا وهمية بتوظيفهم أو حصولهم على رخصة الثقة لسيارات الأجرة!
الخبر يحتاج إلى أكثر من وقفة تأمل لمعرفة خباياه ودلالته اللغوية والإجرامية والتي من الأكيد أن التحقيق الذي سيجرى سيمر عليها مرار الكرام لأن وراء الأكمة ماوراءها.
فما الذي كان يجعل الضحايا يسلمونهم مبالغ مالية ؟ الأكيد أن في الأمر سر لايعلمه إلا الراسخون في علم الوساطة لولوج الوظائف وقضاء المصالح الإدارية ببلادنا، سر كنا نظن أنه أقبر بشكل نهائي ، لكن الظاهر أنه مايزال يعشش بيننا.
ملفات قضايا انتحال صفة تملأ أدراج مكاتب المحاكم ويتفنن المنتحلون المحتالون في إيجاد تخريجات خاصة لدرجة أن الأمر يتخد أبعادا قد تكون لها تبعات اقتصادية خطيرة على فئات اجتماعية ضعيفة سقطت ضحية عمليات نصب مخطط لها. فتتعدد الصفات المنتحلة والهدف واحد لايتغير، الإبتزاز والحصول على الأموال.
ترى لماذا ترتبط دائما صفة المنتحل للصفة بهذه المناصب الأمنية والإدارية وترتبط بالرغبة في الحصول على الأموال؟
فهل هذه المناصب مفتاح سحري يفتح «أبواب الرزق الوفير » لبعض من يتربع على كراسيها؟
سؤال قد يجيب عنه تحقيق نزيه في مثل هذه الوقائع وإلى حين الحصول على جواب شاف لهذا السؤال يبقى الاحتيال والانتحال وجهان لعملة واحدة…

error: