الروائي المغربي، ابن مريرت بخنيفرة، إسماعيل غزالي، ضمن القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية

418٬749
  • أحمد بيضي

أعلنت جامعة الشرق الأوسط الأميركية”، راعية “جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية”، عن القائمة الطويلة لدورتها السادسة لعام 2023 / 2024، والتي كانت قد فتحت أبواب التقديم خلال الفترة الممتدة من فاتح مارس إلى غاية نهاية ماي من العام الجاري، حيث سجلت الجائزة، في هذه الدورة، تقديم 198 مجموعة قصصية، من بينها رواية “ثملاً على متن دراجة هوائية”، للروائي والقاص المغربي (ابن مريرت بإقليم خنيفرة)، إسماعيل غزالي، والصادرة عن “منشورات المتوسط”، في 160 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة “براءات”، والتي تم اختيارها ضمن القائمة الطويلة للجائزة.

وجاءت القائمة الطويلة ممثلة ب 9 دول عربية، وضمت أيضا “الرسائل المفقودة للمدعو آدم حلزون”، لمحمد المطرفي (السعودية)، عن منشورات جدل، و”المقطر” لعبد الهادي الجميل (الكويت)، عن دار أثر، و”امرأة عند النافذة” لرامي الطويل (سوريا)، عن دار الساقي، و”دمى حزينة” لسمير الفيل (مصر)، عن مؤسسة بتانة الثقافية، و”دويك” لروعة سنبل، (سوريا)، عن دار ممدوح عدوان، و”سترى ما أتخيله” لسعد هادي، (العراق)، عن دار نينوى، كما ضمت القائمة “شياطين الدومينو” لمنى مرعي (لبنان)، عن دار النهضة العربية، و”كأنه هو”، لهشام النهام (البحرين)، عن إسكرايب للنشر، و”وقت قصير للهلع” ليحيى سلام المنذري (عمان)، عن دار عرب.

لجنة التحكيم، المتكونة من دة. شهلا العجيلي (رئيسًا)، د. شعيب حليفي، د. فهد حسين، دة. سعداء الدعّاس، دة. ميشيل هارتمان، أكدت في بيان لها أنه “خلال الأشهر الماضية جرت اجتماعات، ونقاشات، ومداولات متعددة ومطولة بين أعضائها للوصول إلى أهم المجاميع القصصية التي تستحق بجدارة أن تكون حاضرة في القائمة الطويلة للجائزة، المكونة من 10 مجاميع، تقدم مشهدا إبداعيا قصصيا عربيا دالاً على أهمية فن القصة القصيرة العربية، ولائقا بسعي (جائزة الملتقى) للوصول إلى منجز ثقافي أدبي نوعي“، مشيرا إلى أن الجائزة هي الأرفع في مجال القصة القصيرة العربية.

ووفق مصادر إعلامية، فقد اتخذت لجنة التحكيم معايير خاصّة بها لتحكيم المجاميع القصصيّة لهذه الدورة، تمثّلت في التركيز على العناصر الضرورية، في مقدمتها “جدّة وجودة بناء النصّ، وتدلّ عليه طريقة السرد التي يتّخذها الكاتب، ومدى نجاحه في إقناع المتلقّي بها، ومناسبتها لفنّ القصّ”، و”تمتّع النصّ بالإبداع، وهو القوّة الملهمة الحاضرة في النصّ”، إضافة إلى “فصاحة اللغة، وتعني ابتكار صيغ جمل وتراكيب جديدة، وخلوّها من الأخطاء النحويّة والإملائيّة، وصحّة بناء الجملة العربيّة”.

ذلك إلى جانب عناصر “جودة المعالجة الفنيّة، وتعني قدرة الرؤية الفنيّة للنصّ على طرح القيمة الإنسانيّة التي يتغيّاها النصّ”، ثم “حضور تقنيّات القصّ التي تحدث الأثر في المتلقّي، من مثل: المفارقة، وكسر أفق التوقّع، وتوظيف الحكاية، والانزياح عن المألوف، ومحاكاة النصوص”، إضافة إلى “تمتّع الفضاء النصّي بالخصوصيّة، إمّا من خلال محليّته، وإمّا من خلال انفتاحه على آفاق ثقافيّة مغايرة”.

ومن المقرر أن تعلن جائزة الملتقى عن القائمة القصيرة، المكونة من 5 مجاميع قصصية، بتاريخ 15 دجنبر 2023، على أساس أن تجتمع لجنة التحكيم في الكويت، منتصف شهر يناير 2024، لاختيار الفائز الذي سيحصل على مبلغ 20 ألف دولار أميركي ودرع وشهادة الجائزة، في حين يحصل كل كاتب في القائمة القصيرة على مبلغ 5 آلاف دولار أميركي ودرع وشهادة الجائزة، وسيشهد حرم جامعة الشرق الأوسط الأميركية، في الكويت، احتفالية الجائزة، ونشاطها الثقافي لهذه الدورة، المتمثل في إقامة مؤتمر الجائزة الأول للقصة القصيرة العربية، وذلك بمشاركة مجموعة من كتاب ونقاد القصة القصيرة العربية ومن الناشرين والمترجمين، عربا وأجانب.

وتزامنًا مع إعلان القائمة الطويلة للجائزة، ذكرت “القدس العربي” أن الأديب طالب الرفاعي، مؤسس الجائزة، ورئيس مجلس أمنائها، أشاد ب “الدعم السخي الذي تقدّمه جامعة (AUM) لدعم الجائزة وتشجيعها”، لافتًا إلى “النجاحات المتوالية التي حققتها الجائزة، إذ بات يُنظر إليها بوصفها الجائزة الأهم للقصة القصيرة العربية، وهي التي تمثّل دولة الكويت في “منتدى الجوائز العربية”. كما أشاد بالجهد السخيّ والمخلص الذي قامت به لجنة التحكيم لهذه الدورة، متمنيًا لها النجاح، في المضي قدمًا في عملية التحكيم وصولًا لإعلان المجموعة الفائزة.

ويذكر أن الروائي المغربي إسماعيل غزالي، من مواليد مدينة مريرت، إقليم خنيفرة، تخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة المولى إسماعيل عام 2002، وعمل في الصحافة المكتوبة داخل المغرب وخارجه، كما شارك في الكثير من الملتقيات الوطنية في السرد القصصي والروائي، وفاز سنة 2011 بجائزة الطيب صالح العلمية للإبداع الكتابي عن “عسل اللقالق”، بينما أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب سنة 2021 عن فوزه بجائزة المغرب للكتاب، في فرع السرد، عن روايته “قطط مدينة الأرخبيل” الصادرة عن دار النشر المتوسط.

صدر للروائي المغربي إسماعيل غزالي، الكثير من المجاميع القصصية والروايات، نذكر منها: “تمتمة الرداءة” (رواية) 2001، رقصات الخلاء” (مجموعة قصصية) 2005، “رطانات ديك خلاسي” (كرنفال قصصى) 2007، “بستان الغزال المرقّط” (يضمّ أربع مجموعات قصصية: عسل اللقالق – لعبة مفترق الطرق – منامات شجرة الفايكنغ – والحديقة اليابانية) 2012، “موسم صيد الزّنجور” (رواية) 2013 (دخلت في القائمة الطويلة لجائزة بوكر العربية)، “النهر يعضّ على ذيله” (رواية) 2015، “غراب، غربان، غرابيب” (قصص) 2016، “سديم زهرة الهندباء” (قصص) 2017، “عزلة الثلج” (رواية) 2018، “ثلاثة أيام في كازابلانكا” (رواية)، “قطط مدينة الأرخبيل” (رواية) 2020.

عن روايته “ثمِلاً على متنِ درَّاجة هوائيَّة” كتب ناشرها “منشورات المتوسط – إيطاليا”، في يونيو 2022، بأنها “كتابٌ سريعُ الإيقاعِ، مؤلمٌ حدَّ النشوةِ، مثل مِلحٍ يوضعُ فوق جُرحٍ حيٍّ. ثمِلٌ. مترنِّحٌ، كأنَّ مياه البحار والمحيطات تحوَّلت بين صفحاتهِ إلى شرابٍ تجرَّعتهُ الأرضُ، فلم تعد اليابسةُ يابسةً، ولا الهواءُ هواء، في حين كانَ السؤالُ منذُ البداية: إلى أيْنَ أيُّها الدَّرَّاجُ السّكْرانُ الخارجُ لتوِّهِ من حَانَةِ البَلْدَة؟.

ومنذ البداية تتعلَّق قصصُ الكتابِ بضمير الـ “أنا”، “أنا” مفكَّكة، مهلوِسة، غامِضة، وانتحارية، لكنَّها مُرتبطة، مثل باقي الشخوص، بالواقع الهشِّ، بهوامِشه المُظلِمة، وظلالهِ الكثيفةِ، وبحفنةِ الضوءِ القليلِ التي تقودُنا إلى طرقٍ أفعُوانيَّة، في أعماقِنا كما في الخارجِ حيث تتلقَّفُنا المنحدراتُ والخيباتُ والكوابيسُ النهاريَّة، في جغرافيا تتسلَّلُ إلينا عبر تفاصيل وروائح وألوانٍ مُبهجة.

إنَّ ما كتبهُ إسماعيل غزالي يشبهُ خلطةً ساحرةً، شعريَّة وسرديَّة وسنيمائيَّة، ورِثَها عن بحَّارٍ حكيمٍ، أو نديمٍ قديمٍ يُتقنُ التعاملَ مع المياهِ كلِّها وإن كانت بلونِ الغَرَق، من النَّهر إلى البحر المتوسِّط، مروراً بالمسبحِ وبركةِ الماء، والمُحيط الأطلسي، وجرعة البيرة وأمواجِها المُتلاطمة في كأسِ العالم الكبير. كلُّ ما نقرأهُ يجرُّنا إلى ثمالةٍ غريبةٍ، نبقى معها يقظينَ، نتحسَّسُ الأشياءَ والحيوات والأفكار والوجوه، نتألَّمُ ونضحكُ ونشتمُ ونرقصُ ولا ندري إن كانت القصةُ القصيرةُ ستنتهي عند هذا الحدِّ أم ستوغلُ في جرِّنا إلى المزيد من الجنون والمتعة.

يكتبُ إسماعيل غزالي بأصالةٍ، وسُخريةٍ حادَّة، وقلقٍ يثيرُ ما نسيناهُ من عوالم المُدن البحريَّة، في مشاهدَ ماثلةٍ أمامنا، كأنها كادرات سينمائيَّة لمُخرجٍ محترف، بوهيميّ، تجريبيّ ولا يهمُّه مصيرُ أبطالهِ، طالما أنَّه يحتكمُ إلى مصير الإنسان في دُوَارٍ لا ينتهي… هنا يطولُ الجسر مع كلِّ خطوةٍ نقطعها إلى الضفة الأخرى، هنا قد يقتُلُنا اللَّعب مع الدُّمى، وقد نقعُ في حبِّ أشباح لا يراها غيرنا، وهنا أيضاً يمكنُنا أنْ نسألَ درَّاجةً هوائيَّة لتدُلَّنا على وِجهةٍ لم يسبقْ لنا أن سلكْناها مِن ذي قبل…”.

error: