بتنسيق مع شعبة التاريخ، نظمت الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، يوم 25 أبريل 2024 في الساعة العاشرة والنصف صباحا بقاعة فاطمة المرنيسي، مائدة مستديرة حول موضوع “التاريخ وقيم المواطنة”، أدار الجلسة الأستاذ الدكتور عبد المجيد القدوري”.
وفي كلمة افتتاحية لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية تحدث فيها عن المحور الأساسي في هذه الندوة، وهو موضوع مركزي يربط بين التاريخ وقيم المواطنة، مع جرد لأسماء المشاركين، أشار العميد إلى أن هناك أحداثا تاريخية نحس فيها بالانتماء لتربتنا كمناعة خاصة وقدرتنا على قبول الآخر، كما أشار إلى أن المتتبع في المواقع الإلكترونية، سيلاحظ استعمال التاريخ لأغراض سياسية، ومن هنا يجب تثمين الاهتمام بالتاريخ، للحفاظ على هويتنا وأصولنا لإيقاف المد المهيمن على الأحداث التاريخية الذي أحدث تشويشا على تاريخنا العريق.
بعده تناول الكلمة المسير الأستاذ الدكتور عبد المجيد القدوري ليقدم الشكر للمشاركين والحضور من المهتمين والطلبة، أشار فيها إلى أن الهدف من الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، هو تبسيط التاريخ لأن أعضاء الجمعية يعتقدون بأن الوعي التاريخي، بالنسبة لكل مغربي بما فيه النخبة، مسألة أساسية، مرتبطة بعامل زمني له علاقة بالماضي والحاضر والمستقبل.
أما في كلمة لرئيس شعبة التاريخ الأستاذ عادل يعقوب، فقد نوه بضرورة هذا الاجتماع لما له من أهمية في الغوص في موضوع يكتسي راهنية القضايا المطروحة في هذا المجال، وأكد على أن قسطا من المواطنة يوجد على عاتق المجتمع بكل أطيافه، أما القسط الآخر فيوجد على كاهل الباحثين والمثقفين.، وأشاد المتدخل بما قدمه بعض الباحثين في هذا المجال أمثال عبد الله العروي وعبد الله كنون في النبوغ المغربي وعبد المجيد القدوري وغيرهم. وقد جاءت هذه الكلمة متقاطعة مع كل ما جاء في التدخلات السابقة.
كلمة منير بنصالح الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، كانت مقتضبة ومحددة خاصة بالذاكرة والتاريخ ثم المواطنة وحقوق الإنسان، حيث تطرق لهيئة الإنصاف والمصالحة، وما قامت به من مبادرات مرتبطة بالذاكرة والتاريخ مع الحديث عن التخصص المجالي، وترميم الذاكرة الجماعية وتعزيز التماسك الاجتماعي، ونوعية الشراكات، ثم تقييم السياسة العمومية على ضوء قيم المواطنة.
أما في تقدير وتدخل الكاتب والشاعر والإعلامي الأستاذ عبد الحميد جماهري ، فإن المواطنة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إعطاء الحرية للمواطن، مع ضرورة مراعاة حقوقه كمواطن، وأنه يصعب إقناع المواطن بقيم المواطنة ما دام هذا المواطن على مرأى ومسمع من كل المخالفات والانتهاكات التي تحدث في المجتمع على المستوى القانوني والأخلاقي والتربوي والاقتصادي… مع تقديم اقتراحات فعلية لتجاوز هذه المعيقات لجعل قيم المواطنة من أولويات الفرد.
بعد هذه المداخلات، فتح باب المناقشة بشكل بيداغوجي وديداكتيكي، ليستفيد الجميع على حد القول في بداية هذه الندوة على لسان الأستاذ عبد المجيد القدوري.
والسؤال الجوهري الذي وقفت عنده جميع المداخلات تلخص في:
ماذا نقصد بالتاريخ؟
فكان تدخل حسن أميلي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، يصب في الفرق بين التاريخ والمواطنة، فالمواطن في اعتقاده هو المشارك، وغالبا ما كان يحاول أن يشيع الأفكار بشكل جماعي ليس لمصلحة فردية بل لمصلحة عامة، مع الإشارة إلى أهمية التاريخ في علاقته مع قيم المواطنة.
وقد أكد الدكتور حسن أميلي، بدوره على كيفية وإمكانية تصريف قيم المواطنة من خلال العمل الجمعوي، مع الاعتماد على تأريخ عمل عدد من الجمعيات العتيدة التقدمية في علاقتها بالمواطنة.
أما تدخل الأستاذ عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، فقد كان محاولة للوقوف على المقاربة المنشودة وهي التربية على القيم وإدماجها داخل منظومة المجتمع ككل، وارتكازها على البعد التاريخي، مع جرد مطول للإنجازات التي تم تسجيلها في السنوات الماضية من طرف الأكاديمية في هذا المجال. وقد قدم مداخلته تحت عنوان “المواطنة والقيم في أدبيات الإصلاح التربوي”، التي لامس فيها كل إمكانيات الاشتغال على هذه القيم في إطار تربوي هادف وفاعل، مع ذكر الفئات المستفيدة من هذا التكوين تلاميذ وطلبة وعائلات.
بعد كل هذه التدخلات، فتح باب المناقشة للمهتمين والحاضرين والطلبة.