تكريم الممثل الدانماركي العالمي مادس ميكلسن خلال افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 

69٬336

تتجه الأنظار يوم الجمعة 24 نونبر 2023، إلى الممثل الدانماركي العالمي مادس ميكلسن، خلال تكريمه في حفل افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومنحه “النجمة الذهبية”، وذلك تقديراً لمسيرته السينمائية الحافلة الناجحة وإبداعه وتميزه في التمثيل.

في هذا السياق، ينقل منظّمو المهرجان عنه قوله: “تشريف كبير أن أتلقّى الدعوة مجدداً من مهرجانكم الرائع. المرة الأخيرة التي حضرتُ فيها إلى هنا كانت لمشاركتي في تكريم خصّصه المهرجان للسينما الدنماركية. هذه الدعوة تتعلّق بتكريمي الشخصي. سأهدي الجائزة إلى جميع مَن عملتُ معهم طوال تلك السنوات (…) سعادتي كبيرة لتجديد اللقاء قريباً في مراكش الرائعة مع مجموعة من الأصدقاء والمتعاونين وبعض مَن أعدّهم أبطالي”.

ويعتبر النجم العالمي “مادس ميكلسن” أحد أكثر الممثلين شهرة وتنوعا في السينما المعاصرة، ومن بين الأدوار التي سلطت الضوء عليها الأفلام الدنماركية فيلم “After the Wedding” للمخرجة “سوزان پيير” الذي ترشح لجائزة الأوسكار، وفيلم “A Royal Affair” للمخرج “نيكولاچ آرسيل”، وفيلم “The Hunt” للمخرج “توماس فينتربيرج” والذي فاز عنه “ميكلسن” بجائزة أفضل ممثل في “مهرجان كان السينمائي” سنة 2012. ويطرح هذا الفيلم قضية أساسية حول “كيف يمكن لبلدة كاملة أن تظلم رجلاً؟”، ويحكي قصة مدرس تتحول حياته رأسًا على عقب بعدما تتهمه طفلة بالتحرش بها. الأمر الذي يجعل الجميع يكرهونه، ولا يصدقون دفاعه عن نفسه، مما تسبب في خسارته لكل شيء. 

ويتمتع مادس ميكلسن بشخصية كاريزمية للغاية، كما ينغمس دائمًا في شخصياته ويأسر الجمهور بمظهره وأدائه الجسدي، إنه يشع بالقوة وأحيانًا الضعف في نفس الوقت، وبإعتباره ممثلًا رئيسيًا، فهو قادر على نقل الأفلام من الألف إلى الياء، كما يفعل في أحدث أفلامه “Bastarden” المترجم إلى “The Promised Land”.

يُذكر أن “مادس ميكلسن” هو فنان دنماركي عالمي يعمل في هوليود معروف بموهبته الرائعة في التمثيل وقدرته على تقمص الأدوار منذُ فترة التسعينات حتى الآن، من أشهر أعماله الفنية “Indiana Jones and the Dial of Destiny” و”Fantastic Beasts: The Secrets of Dumbledore” و”Doctor Strange” و “Open Hearts” و”Another Round”، وغيرها.

“ألعب دور الأشخاص العاديين والأبطال في أوروبا والدنمارك ، لكن ليس في الولايات المتحدة. لكنني تعلمت قبولها، وأعتقد أنها رائعة”.

مسيرته الفنية الحافلة

ولد مادس ميكلسن لعائلة متواضعة في 22 نوفمبر 1965 بكوبنهاغن، واسمه الكامل هو مادس ديتمان ميكلسن.  نشأ مع أخيه الأكبر لارس ميكلسن، وهو أيضًا ممثل ، في منطقة نوريبرو. وفي شبابه، كان يتدرب كثيرا ليصبح لاعب جمباز؛ كما كان يرغب في ممارسة مهنة رياضية في ألعاب القوى، لكنه بعد ذلك، انحاز دراسة الرقص في أكاديمية غوتنبرغ، بالسويد. وخلال تلك الفترة، التقى بمصممة الرقصات، هانا جاكوبسن التي أصبحت لاحقا زوجته عام 2000، ومنذئذ، ظل لأكثر من 10 سنوات  يعمل راقصا محترفا حتى قرر دراسة التمثيل الجميع بـ”مدرسة مسرح آرهوس”. وقد ربطته بزوجته علاقة مستقرة منذ عام 1987، ولديهما ابنة، فيولا ميكلسن، وابن اسمه كارل ميكلسن. ويعتبر هذا الممثل من أكثر الممثلين الدانماركيين ارتباطا بوطنهم. لقد عاش دائمًا في كوبنهاغن ، باستثناء استراحة قصيرة في تورنتو أثناء تصوير هانيبال والفترات التي يقضيها في جزيرة مايوركا ، حيث تمتلك عائلته منزلًا.

وفي العام 1996، ظهر لأول مرة كتاجر مخدرات في فيلم نيكولاس ويندينج ريفن. وظل يلعب أدورا صغرى في أفلام ومسلسلات لمدة ثلاث سنوات، إلى أن أسند إليه عام 1999 دور بطولي: خبير سينمائي مصاب باضطراب الشخصية في فيلم “برامج الفدية”… وفي عام 2001، شارك في كوميديا ​​مضحكة. كما لعب في عام 2002 دور طبيب شاب يقع في حب صديقة أحد مرضاه في فيلم. افتح القلوب… 

واتضح خلال هذه المرحلة المبكرة من حياته المهنية أن موهبة مادس ميكلسن كبيرة جدا، ولديه مجموعة واسعة جدًا من الإمكانات الإبداعية، وانتظر حتى حلول عام 2006 الذي شكل نقطة تحول في مسيرته، بعد إسناد دور الشيطان “لوسيفر”، الأمر الذي جلب له نجاحًا دوليًا عالميًا. 

أفضل 10 أفلامه على الإطلاق

وإذا كانت  مسيرة مادس ميكلسن المهنية تمتد لما يقرب من 27 عامًا، وهي مليئة بالنجاحات التجارية والشخصية، فإن أفضل أفلامه  على الإطلاق تبقى هي: 

-قضية ملكية (A Royal Affair) ، هو فيلم تاريخي دنماركي من إخراج نيكولاج أرسيل، المعروف بشكل أفضل بإخراجه للفيلم The Dark Tower. الفيلم من بطولة ميكلسن، وكذلك الممثلة أليسيا فيكاندير. حصل الفيلم على تقييم 90 ٪ على الموقع روتن توميتوز.

يدور هذا الفيلم حول الشخصية التي لعبت دورها فيكاندير، التي من المقرر أن تتزوج الملك كريستيان السابع، عندما تلتقي بطبيبها، الذي يلعب دوره ميكلسن. أشعلت علاقة الحب بينهما تمردًا في جميع أنحاء البلاد، لكن جاذبية ميكلسن هي التي جعلت الفيلم رائعا حقًا.

– بعد حفل الزفاف (After The Wedding)، من إخراج سوزان بيير، وهو فيلم دنماركي مستقل يتمحور حول دراما عائلية، مليء بالتحولات في الأحداث وتطور الشخصية الفريد. كما يتسم بالتوتر الشديد، مع موضوعات وجودية قوية. تم وصف الفيلم بأنه ميلودرامي، ولكنه أيضًا صادق ونابض بالحياة، حيث يقدم مادس أداءً رقيقًا وقويا.

-عند بوابة الخلود (At Eternity’s Gate)؛ تم الإشادة بأداء ميكلسن في الفيلم، رغم كون ويليم دافو هو محور هذا الفيلم، حيث في نظر العديد من المعجبين كان يجب أن يحصل ميكلسن على جائزة الأوسكار نظير أدائه.

-الأضواء الوامضة (Flickering Lights)؛ يبدأ الفيلم كفيلم جريمة، ولكن ينتهي به المطاف إلى كونه كوميديا ​​سوداء غريبة عن الأسرة والصداقة. شخصيات الفيلم غريبة للغاية، حيث تدور القصة حول مجرمين يحاولون التدرج في نمط الحياة الطبيعي الذي لم يستوعبوه بعد

-تفاح آدم (Adam’s Apples)؛ فيلم كوميدي يتميز بالغرابة، ويلعب فيه ميكلسن دور كاهن في مجتمع ديني صغير يعاني من صراع مع أحد النازيين الجدد سابقا الذي يلعب دوره الممثل الدنماركي الشهير اولريش تومسن.

– الانتهازي 2 (Pusher II)، من إخراج نيكولاس ويندينج ريفين. حاز على الكثير من الاهتمام العالمي.

– فرسان العدالة (Riders Of Justice)؛ هو الفيلم الخامس لميكلسن مع المخرج اندرس توماس جينسين. فيلم مليء بالإثارة والحركة.

-كازينو روايال ( Casino Royale)؛ فيلم يلعب فيه ميكلسن دور الشرير، ويعتبر بلا جدال أقوى فيلم في سلسلة (007)، وبالطبع يرجع هذا جزئيًا إلى أداء ميكلسن المتميز. مشهد البوكر هو أحد أكثر المشاهد القوية في السلسلة بأكملها، وليس من المستغرب أن يكون هذا الفيلم عالي التصنيف، وهو أيضًا الفيلم الوحيد من بين الأفلام الكبرى الناجحة تجاريا لميكلسن الذي حصل على مثل هذه الإيجابية من المعجبين. 

– جولة أخرى (Another Round)؛ فيلم شعر العديد من مشاهديه باتصال قوي بقصة الفيلم التي تسمح لمشاهديها بأخذ منظور جديد وغير مألوف

– الصياد (The Hunt)؛ قصة الفيلم جنونية، وأكثر من ذلك عندما تدرك أنها تستند إلى قصة حقيقية. فقد ألمح العديد من محبي ميكلسن أن هذا الفيلم قد يكون قصة أصل هانيبال ليكتر السيئ السمعة.

مقتبسات عن مادس ميكلسن 

قال مادس ميكلسن الذي اشتهر بشخصية آكل لحوم البشر هانيبل، عن الأدوار الذي يفضل تجسيدها وعن سبب رفضه للأدوار التي يعتبرها “ظريفة” بالنسبة له: “أن أفعل شيئًا حقيقيًا وأن أكون لطيفاً أيضًا لا أجده مثيرًا للاهتمام حقًا” ، بينما كان يتحدث عن الأدوار التي يميل إلى القيام بها.وأضاف: هذا ليس أنا. الخاسرون مرحون. لأننا نعرفهم. ربما كنت في هذا الموقف بنفسك في بعض الأحيان”. 

تحدث أيضًا عن كيفية لعب الشرير في الأفلام يمنحه المزيد من الحرية الإبداعية ليس فقط في الشخصية، ولكن الفيلم ككل.ويقول: “إذا لم يكن هناك شيء آخر، فسأفعل ذلك بالتأكيد ، لأنه ممتع. وبعد ذلك يمكنني أن أفعل ما أريده في أوروبا”.

ومن أقواله أيضا:

-“ألعب دور الأشخاص العاديين والأبطال في أوروبا والدنمارك ، لكن ليس في الولايات المتحدة. لكنني تعلمت قبولها، وأعتقد أنها رائعة”.

-“لا يوجد شيء في الماضي يمكنني تغييره ، لأن هذه خطوة مهمة في تعلم شيء ما”.

“نحن جميعًا مفتونون بالأشرار ، حتى في عالم الكتاب الهزلي الذي أحبه حقًا ، وكذلك في الكتاب الهزلي للأفلام. ولكن هناك شيء مثير للاهتمام على الجانب الآخر من العملة. بعد خمس دقائق من اختراعنا الله، اخترعنا الشيطان، لذلك فتننا بالجانب المظلم”.

مسابقة المهرجان الدولي

إلى ذلك، قال منظمو المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أن المسابقة الرسمية المخصّصة للأفلام الطويلة الأولى والثانية لمخرجيها تهدف إلى “الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية. وتضمّ 14 فيلماً؛ 10 منها هي الأولى لمخرجيها، و8 من توقيع مخرجات، تمثل 13 دولة، هي: الولايات المتحدة، ومنغوليا، وتركيا، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وبريطانيا، ومدغشقر، والمغرب، والسنغال، وفلسطين. 

يذكر أن الممثلة والمنتجة الأميركية الحائزة على جائزة «أوسكار» جيسيكا شاستين تترأس لجنة التحكيم التي تضمّ الممثلة الإيرانية زَر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأميركية دي ريس، والمخرج السويدي – المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسغارد، والكاتبة الفرنسية – المغربية ليلى سليماني. على أن تُفتَتح الدورة بفيلم «قاتل مستأجر»، وهو كوميديا بإيقاع سريع من إخراج ريتشارد لينكلاتر، يمزج الحركة بالكوميديا الرومانسية؛ من بطولة كلين باول.

error: