«الإعلام المغربي في ظل المستجدات القانونية والثورة الرقمية» محور ندوة وطنية بوجدة بمناسبة اليوم الوطني للإعلام

تكريم عبد الحميد الجماهري و حسن عبد الخالق هرمين من أهرام الإعلام الوطني والعربي لهما امتداد من جهة الشرق

77٬902

احتفالا باليوم الوطني للإعلام، نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع جهة الشرق بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي، يوم السبت 18 نونبر 2023، ندوة وطنية حول موضوع «الإعلام المغربي في ظل المستجدات القانونية والثورة الرقمية»، بحضور كل من رئيس المجلس العلمي الجهوي العلامة مصطفى بنحمزة ورئيس جامعة محمد الأول ياسين زغلول وضيفي شرف الندوة مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي عبد الحميد جماهري والإعلامي والسفير السابق حسن عبد الخالق…
بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ إلياس المهياوي، وترديد النشيد الوطني، افتتحت الندوة، التي احتضنها مركب المعرفة التابع لجامعة محمد الأول، بكلمة لرئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية مصطفى قشنني رحب من خلالها بضيوف الندوة الوطنية وعبر عن افتخاره بالحضور النوعي المتميز الذي ضم شخصيات أكاديمية، علمية، ثقافية، فنية، جمعوية وإعلامية…
وتحدث قشنني عن اليوم الوطني للإعلام مبرزا بأنه «ثمرة نضال مرير خاضته وتخوضه النقابة الوطنية للصحافة المغربية رفقة مجموعة من المهنيين، من أجل ترصيد واسع للحرية في الممارسة الإعلامية وكذا الارتقاء بالأوضاع المادية والاجتماعية لعموم الصحافيات والصحافيين». وأشار إلى أن احتفال هذه السنة جاء بالتعاون مع جامعة محمد الأول العريقة، متوجها بالشكر لرئيسها ياسين زغلول ولمنسق شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي هشام كزوط على «تعاونهم المثمر في إنجاح هذه الفعالية، وفي التعاون مستقبلا لترسيخ شراكة استراتيجية تروم تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز القدرات في كل ما له ارتباط بالممارسة الإعلامية».
وذكر مصطفى قشنني بأنهم ارتأوا في الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، استضافة شرفية لهرمين من أهرام الإعلام الوطني والعربي، إعلاميان لهما امتداد من جغرافية جهة الشرق «حسن عبد الخالق السفير والديبلوماسي المحنك والإعلامي المتميز وأحد أعمدة وأقطاب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وعبد الحميد جماهري المحلل السياسي اللامع والكاتب والشاعر والمبدع المقتدر، مدير نشر الجريدة العريقة المناضلة الاتحاد الاشتراكي».
ومن جهته، رحب رئيس جامعة محمد الأول بوجدة ياسين زغلول بضيوف الندوة الوطنية ونوه برئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية مصطفى قشنني في اختياره لعنوان الندوة «الإعلام المغربي في ظل المستجدات القانونية والثورة الرقمية»، وحرصه على التكوين والانفتاح على مكونات الجامعة لتبادل الخبرات بين المهنيين وبين الأكاديميين في الحقل الإعلامي للنهوض بقطاع الإعلام…
وتطرق في كلمته بالمناسبة، إلى الثورة الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي، مبرزا بأن الإعلام يشهد عدة مستجدات قانونية وتحولات تكنولوجية متسارعة، «حيث صار الحديث عن الإعلام الرقمي وصحافة البيانات الضخمة وكذلك إعلام الميتافيرس يفرز إشكالية قانونية، متسائلا في هذا الصدد عمن يتحمل مسؤولية هذه الإشكالية القانونية هل يتحملها المسؤول على ميثاق التطبيقات أم يتحملها من يستعمل تلك التطبيقات»، وأكد على ضرورة مسايرة القانون المغربي لهذه الأمور «لأن التطبيقات والذكاء الاصطناعي في تطور حيث يظهر كل يوم تطبيق جديد، وهناك تطبيقات خطيرة ستخرج خاصة بالإعلام يمكن أن تغير مسار بعض الدول…».
وخلص إلى أن «مسألة الذكاء الاصطناعي أصبحت خطيرة ويتوجب على القانون المغربي مسايرتها، وكذا على الجامعات أن تلعب دورها في تكوين طلبة الإعلام كي يجيدوا استعمال الذكاء الاصطناعي والرقمنة في هذا الميدان»، وأكد على أن جامعة محمد الأول تضم أساتذة خبراء في هذا المجال بإمكانهم أن يواكبوا الصحافيين والإعلاميين في تكوينات حول الذكاء الاصطناعي واستعماله ويمكن خلق تكوين مستمر في هذا الإطار…
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم ضيفي شرف الندوة الوطنية الأستاذين عبد الحميد جماهري وحسن عبد الخالق، حيث سلمهما درع التكريم كلا من رئيس الجامعة الدكتور ياسين زغلول ورئيس المجلس العلمي الجهوي العلامة مصطفى بنحمزة، بعد تقديم عضو مكتب النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع جهة الشرق عبد المنعم السبعي بورتريه للمكرمين.
وتناولت ندوة «الإعلام المغربية في ظل المستجدات القانونية والثورة الرقمية»، مداخلات قيمة، سنتطرق إليها بالتفصيل في عدد لاحق، قدمها ثلة من الأساتذة المحاضرين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة علوم الإعلام والتواصل الاسترتيجي الدكاترة: هشام كزوط حول موضوع «صحافة الجيل السابع وإعلام الميتافرس: أي بيئة تمكينية بالمغرب»، الطاهر بالحضري «توظيف الذكاء الاصطناعي في الممارسة الإعلامية بالمغرب: رؤية نقدية»، عزيز زلاغ «الإعلام الجديد بالمغرب وثورة البيانات الضخمة: التحديات والمآلات» ثم مصطفى لمريط «صحافة الحلول السياقات النظرية والرهانات المجتمعية بالمغرب»، إلى جانب مداخلة للدكتور بنيونس المرزوقي الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة حول «المستجدات القانونية في الممارسة الإعلامية بالمغرب».
هذا، واختتمت فعاليات الندوة المنظمة من طرف فرع جهة الشرق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بشراكة مع جامعة محمد الأول، بتكريم شخصيات بارزة بوجدة في مجال الإعلام، المجتمع المدني، الثقافة والمسرح…

  سميرة البوشاوني

عبد الحميد الجماهري، مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي استمرار دائم في قلب السياسة وشغف بالأفكار والآراء

«إعلامي من هذه الجهة المعطاء، ولج عالم الصحافة من بابه الواسع، من المصلحة العليا للوطن عند سي عبد الحميد جماهري منازعة دائمة لإعادة الاعتبار للعمل الحزبي الرصين، رؤية تمتح تصورها من الزعماء الكارزميين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي وغيرهما، فالإعلام الحزبي كما في الحزب السياسي، لا تقوم بالمركز وحده، أو بالشمال والغرب وحده، بل هي رؤية تستند إلى تلمس الآلام والآمال في كل نقطة من ربوع الوطن، لهذا يبدو أحيانا في نقده للمتهاونين بالخصوصية المغربية مثل الدكتور «جيفاغو» ويبدو أحيانا أخرى كأبي موسى الأشعري لا يخلع صاحبه بالضرورة، ولكنه يغادره، في أسلوبه الصحافي لمسات إبداعية، افتقدها القارئ العربي منذ رحيل الكتاب الكبار عن كتابة مقالات الرأي بالجرائد واليوميات، لسبب بسيط هو لأن صاحبنا شاعر من طينة خاصة، وما أجمل ما قالته الناقدة أمينة الصيباري عن تجربة السي عبد الحميد «عبد الحميد جماهري، شاعر تتبعه اللغة طواعية كحيوان أليف، هكذا يقودها من عنقها تارة بكل يسر شعرا ونثرا، ويتركها في أحايين كثيرة تتعقبه إلى حفتها، حيث لا مكان للشعر عادة، فتجد عمودا له ضاربا في السياسة، تخترقه طلقات شعرية في منتهى العذوبة، إمعانا في إحراج التقريرية الجافة». هو ذا مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، والشاعر صاحب دواوين «مهن الوهم»، «بنصف معنى فقط» و»نثريات الغريب».
ولعله من باب الكناية المفرحة أن النجاح الحالي عند السي عبد الحميد لازال بطراوة البداية عندما انتمى بفطرته إلى الشبيبة الاتحادية وهو في بداية مشواره التعليمي كأستاذ بإحدى المدارس النائية، والمقصود هنا هو هذا الاستمرار الدائم في قلب السياسة المغربية لشاب شغف بالكتابة وشغفت به الأفكار والآراء، وظل بكل سلاسته اللغوية، جذع الإقناع وسقف الإبداع، والإبداع في اعتقادنا قوة قادرة على خلق التحول نحو الأفضل، بفضل ما هو كامن فيها من مقومات التغيير.»

 ع. السبعي

حسن عبد الخالق، رئيس تحرير جريدة العلم سابقا إعلامي رائد مبني على لغة الديبلوماسية

«اسمه حسن عبد الخالق، رئيس تحرير جريدة العلم سابقا، البرلماني عن دائرة تاوريرت سنة 2002 ومدير ديوان الوزير الأول عباس الفاسي سنة 2007، سفير المغرب لدى المملكة الأردنية الهاشمية وسفير المغرب لدى الجمهورية الجزائرية…
فعندما ولد السي حسن عبد الخالق سنة 1957 بمدينة تاوريرت، ولد تحت نجمة استقلال المغرب، وبما أن لحظة الميلاد، لابد وأن تكون متزوجة بشيء ما على حد قول روني شار، فإن بناء مغرب الاستقلال وإرساء دعائم الدولة الحديثة، واستكمال الوحدة الترابية للمغرب، ملأ قدر هذا الرجل، وهذا ما نستشفه منذ بداية اشتغاله بجريدة العلم حيث تخصص من خلال ما قاربه من مواضيع في الدفاع عن الوحدة الترابية والقضايا المرتبطة به، حتى عد من الأوائل الذين ألفوا في قضية الصحراء المغربية، وأبدعوا في الدفاع عن قضايا الوطن. وربما تكمن شعرية الحياة ومادتها البلاغية في وجود بعض الانسجامات الحادة في المسار الفردي للناس، فعندما كان السي حسن في بداية السبعينيات من القرن الماضي يتأبط محفظته في اتجاه بوابة ثانوية عبد المومن لم يكن يدرك أن هذه المؤسسة كما باقي المؤسسات التعليمية الوجدية، تقاطعت فيها مسارات العديد من الشخصيات المغربية، ومن بينها الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ولعل شعرية هذا المسار تكمن في كون السي حسن عبد الخالق سيعين سفيرا بالجمهورية الجزائرية على عهد الرئيس الراحل بوتفليقة، وقد تقاسما معا الكرع من حياض المعرفة برحاب هذه الثانوية.
سيكون من فقه الابتسار وباب التعجل أن نحصر للسي حسن قياسا مبنيا على لغة الديبلوماسية، وإن كان واضحا في مساره، فهو قبل ذلك، إعلامي رائد ومن كتاب الرأي الذين أحسنوا استعمال الحجاج في مقالاته من أجل الإقناع، واستمالة شريحة واسعة من القراء. عندما كان القارئ يميل بحسه النقدي إلى التمييز بين الغث والسمين، ولعلنا لن نجانب الصواب في هذا القياس، إذا ما ادعينا أن القارئ الفطن كان يجد في إخلاص السي حسن لرؤاه وأفكاره رمزية لنجاح الثابت الوطني، كما يجد فيه الهاتف بفضيلة الترفع من خوارم الفعل الصحافي، فأكرم به من إعلامي وأعظم به من دبلوماسي».

 

error: