شكايات تطالب المسؤولين ومجلس الحسابات بالتحقيق في خروقات رئيس جماعة ألميس مرموشة

116٬064
  • أحمد بيضي
ما يزال مجلس “جماعة ألميس مرموشة”، إقليم بولمان، يعيش على صفيح من التوتر والاحتقان، وليس آخر أخباره قيام عشرة مستشارين من أعضائه برفع “طلب تدخل” للمجلس الأعلى للحسابات، أعربوا فيه عن مدى “استيائهم من حالة التسيير العشوائي والممنهج من طرف رئيس هذه الجماعة، من خلال ما يتم تسجيله من خروقات”، وطالبوا ب “تشكيل لجنة تفتيش للفحص والتدقيق في ما يتعلق بصرف ميزانية 2022 ورصد ما شابها من اختلالات”، وفق مضمون الطلب الذي تسلمت الجريدة نسخة منه.
وسبق للغاضبين بمجلس جماعة ألميس مرموشة أن عمموا شكاية لهم على عدة مسؤولين في السلطة المحلية والإقليمية والجهوية، منهم أساسا والي جهة فاس مكناس، عامل عمالة بولمان، رئيس المجلس الأعلى للحسابات وقائد قيادة إيموزار مرموشة، أبرزوا فيها ما جرى الوقوف عليه من “ممارسات مخالفة للقوانين المنظمة للجماعات المحلية بطلها رئيس الجماعة الذي يعتبر نفسه فوق كل محاسبة أو مراقبة”، حسب ما ورد ضمن الشكاية التي لم يفت المشتكين فيها عرض نماذج مما وصفوه بالخروقات.
وفي هذا الصدد، أشار المشتكون لظاهرة “استعمال الرئيس لسيارة الجماعة في أغراضه الشخصية خارج أوقات العمل، وفي أيام العطل الأسبوعية”، وكذا “في تنقلاته نحو ميسور لتفقد مشاريعه ليلا ونهارا”، والأدهى أكثر أنه “يضعها رهن إشارة بعض أقاربه بصورة عشوائية، وفي كل المناسبات الشخصية والعائلية”، ولعل الموقف المثير للدهشة والضحك هو رده على سؤال حول بعض المصاريف ضمن ميزانية 2022، بأنه يصرف مبالغ مالية على فلان وفلانة، وهذا وذاك (جاء ذكر أسمائهم وصفاتهم بالشكاية).
ولم تفت المشتكين الإشارة لموضوع سيارة إسعاف بالجماعة، وكيف “عمد الرئيس إلى توظيف والد مستشارة موالية له، لسياقتها، والذي هو ذراعه الأيمن في حملاته الانتخابية”، فضلا عن موضوع “حارس ليلي شبح” يتقاضى أجرته بانتظام، بدعوى أنه يعمل حارسا بالمركب المتعدد الوسائط، رغم علم الجميع “بتواجده منذ ثلاث سنوات بميسور”، فيما زاد المشتكون فأشاروا ل “وجود دواوير بالجماعة من دون إنارة على خلفية عدم تعويض أو إصلاح المصابيح المعطلة رغم تصويت المجلس على الميزانية المخصصة لذلك”.
وارتباطا بشكاية المعنيين بالأمر، ورد موضوع يتعلق بمشروع للماء الصالح للشرب، قالوا ب “أنه تعطل نتيجة سوء التسيير، علما بإنشاء مشروع منتزه بعين تجنت” بعيدا عن الساكنة التي تعاني من أزمة خانقة على مستوى هذه المادة التي خلق الله منها كل شيء حي، ليختم المشتكون شكايتهم بالتأكيد على أن الجماعة تشكو من التسيير الانفرادي الذي ينهجه الرئيس بكل تحكم أحادي، وقد سبق لأربعة منهم أن أشاروا ضمن شكاية سابقة لموضوع “غلاف مالي (160 ألف درهم) خصص لترميم مدرستين” دون تفعيل ولا تطبيق.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس جماعة ألميس مرموشة قد فات له، قبل حوالي شهرين، وللمرة الثانية، أن حاول تمويه الرأي العام المحلي بالإعلان عن “استقالته من مهمته”، بادعاء أن قراره لا يتجاوز “أسباب شخصية صحية”، ولعله بذلك يرمي إلى التهرب من شيء أو أشياء قد يكشف عنها أقرب تحقيق، حيث جاء إعلانه عما اسماه ب “الاستقالة” في لحظة ارتفاع حديث الشارع العام مثلا عن مقررات جماعية مرتبطة بملف يتعلق بالبناء العشوائي، وعن “تبجحه ب “مأدبة غذاء” أقامها على شرف مسؤولين في السلطة”، حسب شكاية.
error: