تعاونيات الصناعة التقليدية، بخنيفرة، تحتفل بالسنة الأمازيغية في أجواء تراثية وعروض للأزياء والمنتجات المحلية

220٬021
  • أحمد بيضي

احتفالاً برأس السنة الأمازيغية، وبإقرار هذا اليوم عطلة وطنية رسمية بأمر من الملك محمد السادس الذي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار باعتبار الأمازيغية “مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”، التأمت 25 تعاونية تنتمي لمجال الصناعة التقليدية، بخنيفرة، يوم الأحد 28 يناير 2024، في احتفال استثنائي احتضنه أحد المآوي السياحية، وسط منطقة تالهنات بإقليم خنيفرة، بمشاركة عدد من الصانعات والصناع التقليديين، وحضور ممثلين عن غرفة ومديرية القطاع، ومنتخبين وجمعويين ومتتبعين للشأن المحلي والثقافي.

وغير بعيد عن ضريح “قاهر الاستعمار الفرنسي”، الشهيد موحى وحمو الزياني، وعلى مشارف منتجع أجدير الذي احتضن الخطاب الملكي حول الأمازيغية، في السابع عشر من شهر أكتوبر 2001، جرى احتضان الحفل في “مأوى اسراطي”، تحت شعار: “التعاونيات دعامة أساسية لتكريس الثقافة الأمازيغية”، حيث تأبط المشاركون والمشاركات فيه برنامجا غنيا بعدة فقرات فنية وتراثية ناطقة بالهوية والتاريخ، ومحملة بأشكال مختلفة من الطقوس والعادات، وأجواء من طقوس حناء العروس الأمازيغية، فيما تميزت المناسبة بعرض ممتع لمجموعة من الأزياء التقليدية المنسوجة بأنامل المرأة الأمازيغية، ومن المنتوجات العشبية والزيتية والحلية.

وقد افتتح هذا “العرس الأمازيغي” باستقبال الضيوف والمدعوين، وبكلمة المنظمين، وكذلك بلوحات فولكلورية من فن أحيدوس، ليعيش الجميع في أجواء حميمية تعكس روح التفاعل الإيجابي مع الثقافة الأمازيغية، وتدعو إلى تكريسها كجزء رئيسي من الهوية المغربية، حيث تخلل ذلك عرض لأزياء من اللباس التقليدي الأمازيغي الأطلسي، إلى جانب منتجات من تنظيم سبع تعاونيات من خنيفرة وأجلموس ومولاي بوعزة وحد بوحسوسن، مع دعوة الجميع لمأدبة غذاء من وحي التقاليد الأمازيغية، ليتوج الحفل بتوزيع شهادات تقدير واعتراف على المشاركات والمشاركين، وبعض الفاعلات والفاعلين، ليختتم العرس بمحيط خيمة أمازيغية أقيمت بالمناسبة.

ومن خلال العرض الذي جسد بطائق  تعريفية لما تتميز به المنطقة من تراث مادي وغير مادي، ومن صناعات تقليدية وخصائص ثقافية وسياحية، سجل الحاضرون والمدعوون عدة رسائل هامة، منها ما ساهم في إبراز منتوجات أو منتجات التعاونيات المحلية الداعية إلى دعم مبادرات التشجيع والتسويق، وإلى تثمين الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب الرسالة الهادفة إلى ترسيخ روح المبادرة لدى النساء وتمكينهن من الرقي بقدراتهن، وكذا لتحقيق رهانات السياحة الداخلية والجبلية، فيما كانت المناسبة بالتالي فرصة سانحة للتبادل والحوار والتعاون بين المشاركات والمشاركين من الصانعات والصناع التقليديين.

وتجدر الإشارة إلى أن التعاونيات المنظمة للحفل ترتبك بالمولود الجديد في الميدان التعاوني الذي كان قد خرج للنور، عشية الثلاثاء 2 يناير 2024، بفضاء ملحقة غرفة الصناعة التقليدية، بخنيفرة، وحمل اسم “اتحاد ثيسغناس وورغ لتعاونيات النسيج”، وضم عدة تعاونيات من ذوات المهارات العريقة، وتمثل مختلف مناطق الإقليم، وحينها جرى انتخاب قيدومة ميدان الصناعة التقليدية، يامنة مورشيد، رئيسة بالإجماع لهذا الإطار التعاوني الذي أسس مجلسه الإداري دون أن يفوته تدارس متطلبات وإكراهات القطاع التعاوني، سيما منه ما يتعلق بالنسيج، والإعلان عن بابه المفتوح في وجه باقي التعاونيات الراغبة في الانضمام والانخراط.

ومعلوم أن إقليم خنيفرة يعد من المناطق الأكثر تميزا على مستوى الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويشمل النسيج التقليدي، الزربية والقفطان، الطرز والخياطة التقليدية، الزي الأمازيغي الأصيل، المصنوعات الجلدية والنباتية، الأدوات الفخارية والخزفية، صياغة الحلي والنحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكور والسيراميك، النجارة الفنية والنقش على خشب الأرز، منتوجات الأعشاب العطرية ومواد التجميل، انتاج العسل والكسكس، وغيرها من المواد، قبل تعزيز ذلك بمشروع “بناء وتجهيز وحدة لتثمين الصوف”، لفائدة النساء النساجات بالإقليم، والذي تقرر تشييده على مساحة خمسة آلاف متر مربع بمدينة مريرت.

error: