لكل هؤلاء النسوة جميعا نقول “كل عام و انتن بألف خير”…

54٬349

  محمد رامي

يحتفل العالم بأسره اليوم الثامن من شهر مارس، باليوم العالمي للمرأة، وهو تقليد سنوي يقف فيه العالم وقفة إجلال وإكبار للنساء، اعترافا بدورهن في المجتمع. تعقد الندوات وتلقى الخطب وتقرأ البيانات… وكلها تشيد بالمرأة كشريك للرجل.

هنا في المغرب توجد نساء لا يسمح لهن ضيق العيش بالاحتفال بيومهن العالمي، بل منهن من لا تعرف أصلا أن لها يوما عالميا للاحتفاء به .
نساء لا ينتظرن عيد الحب كي يرتدين اللون الأحمر، ولا عيد المرأة كي يطالبن بحقوقهن،
نساء لا ينظرن إلى الرجل باعتباره خصما تجب محاربته ، بل كرفيق درب تجب مساندته ، والكفاح معه طيلة أيام العمر ، نساء لا يعرفن من الأعياد إلا عيد الأضحى و عيد الفطر و عيد المولد النبوي الشريف .. ولا يترقبن تلقي هدية من أحد سوى انتظار أن يعود إليهن إبن أو زوج أو أخ هاجر الديار.
نساء يكسبن قوتهن و قوت أبنائهن بعرق الجبين ويشتغلن في المعامل بأجر هزيل.
نساء يتم تكديسهن في الشاحنات كالبهائم بالمدن الفلاحية ، ويتم نقلهن إلى الضيعات للعمل في ظروف قاسية، ليغتني على حساب كدحهن ملاك الضيعات!
نساء يقطن القرى والدواوير البعيدة عن الحواضر ، ينتعلن «صباط الميكا» وتسيل أنوفهن من شدة البرد، ومع ذلك لاتغادر الابتسامة وجوههن.
نساء يقطعن المسافات الطويلة بحثا عن قطرة ماء، يحملن على ظهورهن الحطب و كلأ الدواب، ولا يجدن وسيلة نقل توصلهن إلى المستشفى عند الحمل، فتضع الواحدة منهن حملها في العراء أو في كوخ يفتقد إلى أدنى شروط العيش، فيموت الرضيع في حضنها من لسعة برد.
نساء يصنعن جوارب لأطفالهن من أكمام الملابس القديمة لحمايتهم من لسعات البرد القارس…
إنهن نسوة يعشن مرارة الحياة، يعانين في صمت ولا يتم الإنصات لصرخاتهن.
نساء لا يتم الاهتمام بهن إلا يوم الإقتراع ، ويتركن باقي أيام السنة وحيدات يكابدن ويثابرن من أجل توفير الحد الأدنى من سبل العيش ، حتى لا نقول الحياة فنمارس عليهن ، ولو بحسن نية ، ظلما لغويا جديدا .
لكل هؤلاء النسوة… نقول كل سنة و أنتن بألف خير.

error: