أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن فاتح شهر رمضان بالمملكة لعام 1445 هو يوم الثلاثاء 12 مارس 2024، وفعلا حل علينا منذ بضعة أيام هذا الشهر، وهو شهر الخير والتقوى والإحسان، والتقرب إلى الله تعالى بإعمار المساجد وتعهد القرآن الكريم، ومن بين النوافل المستحبة في هذا الشهر الفضيل قيام الليل، وهو ما يعرف في كتب الفقه بصلاة التراويح، حيث لاحظت في مختلف المساجد التي اعتدت الصلاة فيها بالحاجب خلف أئمة شباب يتمتعون بأصوات ندية وحسنة في تلاوة القرآن، قد تم توحيد عدد ركعات صلاة التراويح بجميع ربوع المملكة الشريفة في عشر ركعات بخمس تسليمات، ولتسليط الضوء على هذا المستجد التعبدي في دردشة علمية اعتدتها في مجال العبادات مع صديقي مندوب الشؤون الإسلامية السابق بالحاجب وحاليا لمكناس ،. تبين أن صلاة التراويح أو القيام من النوافل المؤكدة في المذهب المالكي ، وسميت بهذا الإسم لأن الناس كانوا يستهلونها منذ ليلة إعلان حلول رمضان بتلاوة سورة البقرة بعد الفاتحة في حدود حزب لكل ليلة ،مع استراحة ثم يستمرون في الصلاة ،و تؤدى ابتداء من ليلة إعلان حلول شهر رمضان الفضيل، إذ سنها النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العلماء، ثم تركها خشية أن تفرض على أمته، و كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر الصديق، وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب، وفي سنة أربع عشرة للهجرة جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام رمضان ، وبالتالي فقصارى ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو العودة إلى تلك السنة وإحيائها، واستمر عمل الأمة على ذلك إلى يومنا هذا، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقْتَدُوا باللَّذينِ من بعْدي أبي بكر وعمر، وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنَّواجِد”، وعدد ركعاتها في المذهب المالكي 20 ركعة ، منها 10 بعد صلاة العشاء ، و 10 قبل صلاة الصبح بدون احتساب ركعات الشفع و الوتر ، وقال الإمام مالك إن صلاة التراويح كانت عشرين ركعة بقراءة متوسطة ، ثم خففت القراءة وزيد في الركعات إلى ست وثلاثين ركعة، ومضى الأمر على ذلك .
فاطمة أمين
