عبد الله فركوس يتفوق على صاحب الأوسكار الممثل العالمي ليوناردو ديكابريو

57٬594

عبد الرحيم الراوي

قبل كتابة هذه السطور، استحضرت ذاكرتي الواهنة تصريح الفنان عبد الله فركوس، حين استضافه الإعلامي والناقد بلال مرميد في برنامجه المشهور “إف بي إم” الذي تبثه قناة “ميدي 1 تي في”

وفي إحدى لحظات من عمر البرنامج أشار فركوس إلى أنه شاهد الفيلم الأمريكي “دو روفنينت”، ولم يخف إعجابه بهذه التحفة السينمائية التي حازت على ثلاث جوائز الأوسكار: أفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل تشخيص للممثل العالمي ليوناردو ديكابريو.

وعند حديثه عن الفيلم أكد فركوس أن بإمكانه القيام بلعب دور أفضل من ليوناردو، شرط أن تتوفر لديه الإمكانيات المادية واللوجيستية، متحديا صاحب البرنامج الذي ظهر على محياه نوع من الاستغراب مما سمعه من الضيف.

بعد المتابعة للفيديو، حاولت إجراء مقارنة مستحيلة بين الرجلين ولم أجد أي وجه للشبه، لكن كنت أصر بدافع الفضول وأنا متأكد من عدم الوصول إلى أي نتيجة تذكر، فعدت إلى مقطع الفيديو مرة أخرى الذي تم عرضه بقناة “ميدي 1 تي في” منذ ست سنوات، للتأكد إن كان الرجل يمزح مع بلال مرميد أم..، فتبين أنه كان يتحدث بجد، حيث كررها دون أدنى حرج، وهو واثق من إمكانياته الفزيونومية والمهنية، ولا ينقصه سوى الإمكانيات المالية واللوجيستيكية.

تمنيت لو كان كلامه صحيحا، ليس من باب الشماتة أو تقزيم شخصية فركوس كممثل، على العكس من ذلك، كم كنا نأمل أن يكون لدينا نحن أيضا في هذا البلد العزيز، ممثلا من طينة “ديكابريو” و”روبير دينيرو” و”جوني ديب” و”روبير ريدفورد”..

مع مرور الوقت، وبعد تتبعي لما تعرضه القنوات العمومية من إنتاجات محلية، بدأت أستوعب كلام فركوس -وأنا في حاجة إلى ما سيجعلني أقتنع بكلامه، -ولو في عالم تتحقق فيه الأحلام كما نريد نحن، أو في عالم الرسوم الكرتونية حيث كل شيء ممكن- هذا ما تأكد لي من خلال الظهور القوي للرجل عبر الشاشة الصغيرة، والذي يفوق كثيرا ظهور النجم الأمريكي ليوناردو ديكابريو في القنوات الأمريكية والدولية.

عندئد أدركت متأخرا أن عبد الله فركوس لم يبالغ في كلامه، وأن الرجل لديه فعلا إمكانيات عالية، تتمثل في محصلته المهنية التي تجمع بين الإخراج، والإنتاج والتمثيل وكتابة السيناريو، فضلا عن مهارته في تحضير الطنجية وإتقانه فن الطقيطقات والدقة و هاتيكاوا هاتيكا..

كل ذلك أعطى هبة وحضورا قوي للحاج عبد الله فركوس، ومنحته القدرة على  تسيد الشاشة الصغيرة والمكوث فيها طيلة الأسبوع، جاثما على صدور المغاربة الذين يؤدون فاتورة الضوء وضريبة “الفراجة”، وليس لهم الحق في الانتقاد أو ابداء الرأي في الأعمال المدعمة من جيبه، وإلا سيتلقون ردا قاسيا من الممثلة سامية أقريو والممثل عدنان موحجة.

هي أسئلة نطرحها بكل موضوعية حول كيفية تدبير الأمور داخل هذه المؤسسات الإعلامية ومن يعطي لفركوس امتياز التملك والظهور اليومي، هل مدير القناة؟ أم لجنة الكتابة؟ أم قسم البرمجة؟ أم قسم تنفيذ الإنتاج؟ أم الرئيس المدير العام للقنوات العمومية أم..؟ ومن له المصلحة كي يبقى عبد الله فركوس محتكرا لتلفاز المغاربة؟ ومن يسمح له بدخول البيوت رغم أنف أصحابها على مدار الأسبوع.

أكثر من ذلك، هل من المعقول أن مدينة مراكش الضاربة في عمق التاريخ الحضاري والفني، والتي أنجبت أسماء من قبيل محمد بلقاص، عبد الجبار الوزير، عبد السلام الشرايبي، محمد حسن الجندي عبد الله العمراني والقائمة طويلة تضم أسماء مثقفين وفنانين أبدعوا وأثروا الخزانة الوطنية بإبداعاتهم كرائعة “سيدي قدور العلمي” وأعمال أخرى أعطت لمدينة البهجة الحظوة التي تستحقها في الساحة الفنية، أن تختزل كل ذلك الرصيد الفني والتاريخي في شخص عبد الله فركوس الذي حول الفن إلى سوق تجاري تباع فيه “الحوامض” بالجملة وبأسلوب دبر علي ندبر عليك”.

error: