“البودكاست” دعامة ناجعة لتبسيط العلوم

3٬038

تتناسل المدونات المسموعة المعروفة ب” البودكاست” المخصصة لتبسيط العلوم ونشر الثقافة العلمية، على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن أثبتت أنها دعامات ناجعة لنشر المعارف العلمية وسط الجمهور الواسع.
وبالفعل فإن هذه الأداة التواصلية التي برزت مع الطفرة الرقمية، حظيت بإقبال أكبر من ذلك الذي تحظى به الأشرطة الوثائقية العلمية التي قد تتناول مواضيع معقدة نسبيا تستعصي على كثيرين. ف”البودكاست” يوفر مادة مبسطة لا تحتاج إلى رصيد كبير مسبق من المعارف حول المواضيع المطروقة. ويتوسل معدو “البودكاست ” العلمي والذي لا تتجاوز مدته غالبا 20 دقيقية، بالتصوير المجازي على سبيل المثال لتبسيط نظريات معقدة غيرت وجه العالم.
غير أن التبسيط العلمي عبر ” البودكاست” ليس بالأمر السهل خصوصا وأن الانجازات العلمية، كما يؤكد الخبير الفيزيائي ومدير المرصد الفلكي بأوكايمدن ، زهير بنخلدون، تتحقق على شكل تراكمات وقد تستغرف عشرات السنين.
ويؤكد الخبير الفيزيائي أن الكفاءة العلمية شرط لا غنى عنه في أي شخص يحاول نقل محتوى متخصص، مع استحضار أن كون الشخص عالم أو خبيرا لا يعني بالضرورة أنه سيكون قادرا على التواصل لنشر المعارف العلمية.
وأوضح، في حديث صحفي أن “الأمر يتطلب موهبة بيداغوجية لنقل المعرفة إلى الآخرين وفقا لمستوى فهمهم واهتمامهم”. وسجل الفيزيائي أن “البودكاست” حظي باهتمام متزايد بالموازاة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مما مكن من تبسيط وتقديم العديد من الاكتشافات المثيرة من قبيل تمدد الكون، والمنحنى الزمكاني، والسقوط الحر… وغيرها.
وأشار إلى أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بمفاهيم علمية أخرى يتطلب تقديمها الاستعانة بمعادلات رياضية تفرض أن يكون المتلقي مؤهلا لاستيعابها. وتعتبر فيديوهات نجيب المختاري، مهندس ومنتج محتوى للتسبيط العلمي بالدارجة، مثالا جيدا على ذلك، فهو يرى أن نقل المحتوى العلمي على شكل فيديو عبر الإنترنت يكون أفضل وخصوصا عندما يتم سرد المحتوى بطريقة مبسطة من خلال قصة تأسر الجمهور وتأخذه في رحلة تذكي فضولهم. وقال: “إن تقديم المحتوى العلمي باللهجة الدارجة يتيح القفز على الحواجز اللغوية ويميز المحتوى عن ذلك المقدم في المنظومة المدرسية ويسهل بالتالي استيعابه”.
ومدفوعا بتعطش كبير لتسليط الضوء على بعض القضايا العلمية ، يختار نجيب موضوعاته من بين القضايا الراهنة محط النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي، كالأحداث الفلكية وغيرها من الظواهر الطبيعية الآسرة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يدعو خبراء بارزين من الوسط العلمي لتقاسم معارفهم وقصصهم في مقابلات تغني ثقافة المتلقي .
كما أن التطور السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي اليوم، يضيف منتج المحتوى، يفسح المجال لمزيد من الخبراء في مجالاتهم وإن كانوا غير متمرسين على تقنيات إعداد “بودكاست”، لإنتاج محتوى عالي الجودة يفتح الباب أمام الجمهور الواسع لولوج عالم العلوم.

س ت

بك

error: