افتتاح مؤتمر الرباط … مؤتمر ليس ككل المؤتمرات

11٬258

  عبد السلام المساوي

مؤتمر الرباط ليس ككل المؤتمرات ، وما ينبغي له …الاتحاد الاشتراكي والرباط علاقة تاريخية وأنطولوجية …وكانت عودة الرباط الى الاتحاد الاشتراكي وعودة الاتحاد الاشتراكي إلى الرباط في انتخابات 8 شتنبر 2021 بعد سنوات عجاف ، ومع افتتاح هذا المؤتمر تعود السنوات السمان ؛
افتتاح المؤتمر الثامن للرباط… حدث تاريخي ، استثنائي ، متميز… حدثا عظيم بكل المقاييس …
لم يحدث في مسرح محمد الخامس بالرباط مثل ما حدث في 30 أبريل 2024 …لم يسبق لهذا الفضاء أن عرف تظاهرة سياسية من مستوى الحدث الذي يؤرخ للمؤتمر الاقليمي الثامن للاتحاد الاشتراكي بالرباط … تظاهرة سياسية فريدة من نوعها شكلا ومضمونا …وسنتوقف اليوم عند عظمة الشكل لنبرز مظاهر التميز والتفوق لهذه التظاهرة – الحدث العظيم …
الحدث كان عظيما بحضور قوي ووازن ، كبير وعظيم كما وكيفا ، عددا ونوعا :
– كما ؛ مئات الاتحاديات والاتحاديين حضروا الحدث التاريخي ، العرس النضالي …نحو أفق جديد ؛ بالمئات جاؤوا …منظمين ومنتظمين…واعين ومؤمنين ..حالمين وآملين…مصممين وعازمين …بالمئات جاؤوا إلى الفضاء – التحفة ، إلى الفضاء الكبير والواسع جدا ، إلى الفضاء الساحر بجماله ، إلى المعلمة المعمارية الجذابة ؛ مسرح محمد الخامس بالرباط ، وللمكان رمزيته….
بالمئات جاؤوا …إيمانا واقتناعا ؛ لم يحضروا جبرا ويسرا ..لم يحضروا كرها أو إغراء ..لم يحضروا ترغيبا وترهيبا …لم يأتوا مكدسين في الأتوبيسات والحافلات و” الكاميونات ” كما حدث ، ويحدث في المواسم الحزبية والرسمية…لم يحضروا لاوعيا أو قطيعا …لم يحضروا أشياء و جمادا….
بالمئات جاؤوا…حضروا إرادة واختيارا ..حضروا تلبية لنداء الضمير ..حضروا استجابة لنداء الأفق الاتحادي …لنداء التاريخ والمستقبل ..لنداء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية …أكدوا أن الاتحاد الاشتراكي حزب تاريخي ، حزب الحاضر والمستقبل….
من كل زمن جاؤوا ؛ شيوخ وكهول وشباب واطفال …حضور قوي ودال للمرأة …من كل مكان جاؤوا …جاؤوا من كل مكان وزمان….
حضور وازن وقوي للجماهير الاتحادية ؛ حضور دال ومعبر لضيوف هذا العرس النضالي …حضور قوي للإعلام ، للإعلام بكل تجلياته وتعبيراته….
– نوعا ؛ الحضور كان كبيرا وعظيما ، عظيما من حيث الكيف والنوع ، هو حضور للمناضلات والمناضلين ،بالمعنى الحقيقي للنضال ، بالمعنى الفكري والفلسفي ،بالمعنى السياسي والحقوقي ؛ بمعنى الوفاء والإخلاص ، بمعنى الصمود والتحدي …
حضور للاتحاديات والاتحاديين ، ومن العناوين البارزة لهذا الحضور :
#- هو حضور للعقل والوجدان ، للتربية والحكمة …عانقوا رفعة ثقافة النظام والانضباط وارتفعوا عن خسة الفوضى و التهريج …باحترام حضروا ، باحترام جلسوا ووقفوا ، باحترام تابعوا وانصتوا ، وباحترام غادروا ، غادروا المكان ولم يغادروا الفكرة …غادروا مستوعبين خطاب الكاتب الاول ادريس لشكر ونداء الأفق الاتحادي ؛
#- بالمئات حضروا ، وأعطوا لحضورهم معنى …تفاعلوا مع الحدث ، مع كلمة الكاتب الاول ، مع صوت الاتحاد الاشتراكي ، …تفاعلوا وتجاوبوا مع لحظات التظاهرة بتقدير واحترام …انصتوا بحكمة وتابعوا بحكمة …لم يلاحظ إطلاقا ان غادر أحدهم مكانه أثناء اللقاء ، الكل انضبط بمحض إرادته ، الكل التزم …،وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ التظاهرات بمختلف عناوينها ….وهذه ثقافة الكبار ….وهذا سلوك راقي يعكس قيمة ونوعية الحضور ..
#-الحضور كان نوعيا وعظيما ؛ من هنا انتفت مظاهر الرداءة التي تسم التجمعات العامة ؛ صراخ وتهريج ، فوضى وعبث ، تصفيقات عشوائية وزغاريد فلكلورية ، صراخ وشعارات جوفاء ، طقوس الأعراس وأناشيدها…وهذا عنوان انسحاب الجمهور عندما يجبر على حضور لقاءات ليس معنيا بها ؛
الحضور في حدث 30 أبريل كان متميزا وواعيا باللحظة ؛ التزم وتفاعل بسمو ثقافي ورقي حضاري…انخرط في الحدث ؛ تصفيقات معبرة وشعارات دالة ( اتحادي اتحادي …) …الحضور كان معنيا لذا لم ينسحب ، ماديا ومعنويا ، طول مدة اللقاء ؛ وهذا يحدث لأول مرة ؛
الاتحاديون والاتحاديات ، كل الاتحاديين والاتحاديات …انخرطوا بقوة لإنجاح الحدث …
الاتحاديون والاتحاديات ،كل الاتحاديين والاتحاديات ، القدامى والجدد ، الفاعلون والذين أقعدهم الكبر والمرض او الغضب احيانا….الكل كان حاضرا في لحظة تصالح مع الذات الاتحادية ، مع الهوية ، مع الكينونة ، مع الوجود….موسم العودة إلى الرباط ؛
والكل يغرد لحن الخلود …أنشودة الوفاء …والكل يردد النشيد ؛ نشيد الاتحاد الاشتراكي ” اتحادي اتحادي… ”
سجل يا تاريخ ! سجل السمو والشموخ …سجل الرفعة والكبرياء …سجل النضال والصمود …سجل الإصرار والتحدي …سجل صدق الإيمان …سجل اختيار الخلود …سجل الأنافة والنزاهة في معبد الشجعان ….
سجل يا تاريخ ! سجل بمداد الفخر والاعتزاز …
سجل يا تاريخ ! سجل بمداد الدم والتضحية …
سجل يا تاريخ ؛ سجل بعناوين بارزة ؛ سجل زمن القيادة الاتحادية الحالية ؛ زمن اندحار زارعي الاحقاد والضغائن وانكماش دعاة التشتيت والتفتيت …
سجل يا تاريخ ! سجل أفول الشوك والموت والظلام …
سجل يا تاريخ ! سجل في صفحات النقاء والصفاء …سجل هذا الزمن الاتحادي ؛ سجل واشهد ؛ هذا زمن الوحدة والمصالحة ، زمن نداء الأفق الاتحادي ….
سجل يا تاريخ ! سجل عودة الدفء الى العائلة الاتحادية …
سجل يا تاريخ ! سجل واشهد ! ان الاتحاديات والاتحاديين لا ” يقتلون اباءهم ” …هم بنات وابناء مخلصون وأوفياء …يواصلون النضال مستلهمين آباءهم ، زعماءهم وقادتهم ، شهداءهم ورموزهم ….
تحية للقيادة الاتحادية وتحية للكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر ….تحية للعقول المتفتحة والمنفتحة …وتحية للقلوب الواسعة والكبيرة
هنا الاتحاد الاشتراكي ؛ لا مكان للجحود والخيانة …هنا فضاء لرضاعة الاعتراف والوفاء….
عاش الاتحاد الاشتراكي بيتا لكل الاتحاديات والاتحاديين …بيتا لكل قوى اليسار والحداثة….

error: