سينما البحر الأبيض المتوسط تخترق أبواب سجن تطوان لمعانقة النزلاء

10٬942

أمينة بركات
ضمن عروض الافلام المبرمجة في إطار الدورة 29 لمهرجان السينما المتوسطية بتطوان، هناك التفاتة تحسب لمنظمي هذا الحفل السنوي الجميل، تتعلق ببرمجة زيارة وفد من العاملين في قطاع السينما، وبعض الممثلين من ضيوف المهرجان، لنزلاء السجن بتطوان ، ليتقاسم معهم هذا الاهتمام، و تحسيسهم بأهمية الفن السابع، للمساهمة في تهذيب الاخلاق ونشر ادبيات الحياة و ما يحيط بها.
فكرة هذه الزيارة، تشعر السجناء بأنهم مازالوا ينتمون إلى ساكنة المنطقة، ولهم الحق في المشاركة الفعلية في الأنشطة، حتى لا يبقوا مهمشين، مما يشعرهم بقيمة الحرية، وبالمناسبة تم عرض فيلمين : “علي صوتك” للمخرج نبيل عيوش، وفيلم “وليلي” للمخرج فوزي بنسعيدي.

وعن أهمية السينما وعلاقتها بسلوك السجناء، قال المحلل النفساني نور الدين الأردني: ” أعتقد أن عرضا واحدا في السنة، لا يكفي  للتخفيف من معاناة السجناء النفسية، وإعادة ادماجهم في الحياة الاجتماعية، اذ لابد من خلق فرص أخرى و تكثيف ورشات إضافية خلال السنة، تعرض فيها أفلام تتمحور مواضيعها حول الصناعة السينمائية بكل محاورها”.
شكلت الزيارة فرصة مهمة، ومتنفسا بالنسبة للنزلاء، حيث شعروا بانفراج كبير يرى فيه المختصون مصدر فرح  وفسحة نفسانية، كسرت الجو العام الذي يعيشونه في السجن، وخلقت أجواء غيرت مظاهر الروتيني اليومي الذي يرهقهم على المستوى النفسي والعقلي.

ويضيف  نور الدين الأردني أن المهم في هذه العملية، هو التواصل الذي جرى بين المنظمين و مدير السجن  بتطوان السيد لحسن العماري، الذي ساهم بكل أريحية في هذا اللقاء.

 وقد أبدا المتتبعون لهذه الأنشطة، متمنياتهم في أن تصبح برمجة العروض السينمائية تقليدا وليس موعدا مناسباتيا، مرتبطا فقط بمهرجان السينما المتوسطية بالمدينة.
في السياق ذاته نظمت ورشة حول مفهوم الصورة والسينما، و موضوع التشخيص السينمائي، أطرها ابن مدينة تطوان الناقد محمد برادة، ناقش فيها أهمية تحسيس النزلاء بالكتابة السينمائية ومشاهدة الأفلام التي تطرح مشاكل اجتماعية، أهدافها التوعوية، كما تم تقريبهم من مهنة التشخيص.
وتعتبر هذه الخطوة مسألة إنسانية من خلال إدماج البعض من النزلاء في المجتمع خصوصا بعد معانقة الحرية.
الجميل في هذه العملية هو انتظار السجناء لهذا الموعد السنوي، الذي أصبح يشكل فقرة أساسية في برنامج مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، تتيح لهم فرصة للقاء مع نجوم الدراما المغربية، خاصة وأنهم في حاجة ماسة إلى من يخفف عنهم صعوبة الظروف التي يعيشونها.

error: