مغاربة وبرتغاليون يطالبون بمعرفة الإرث المشترك
أكد أساتذة جامعيون مغاربة و برتغاليون، خلال ندوة بجامعة إيفورا على بعد 130 كيلومترا من جنوب لشبونة، على ضرورة تعميق معرفة التاريخ و الموروث الثقافي المشترك بين البلدين من أجل فهم أفضل لمستقبل علاقاتهما.
وقال يوسف أكمير، أستاذ بجامعة ابن زهر أكادير، على هامش اللقاء الذي نظم حول موضوع “البرتغال-المغرب :تاريخ ، ثقافة وثرات الأندلس في القرن الـ21″، أن “دراسة الموروث المشترك بساعدنا على فهم الحاضر من أجل رسم معالم المستقبل ، ما سيساهم في تقوية العلاقات بين البلدين”.
وأوضح أن الهدف من هذه الندوة يتمثل في دراسة التاريخ المشترك منذ القرن الـ16 ، داعيا في هذا السياق إلى تنسيق أكبر بين الباحثين المغاربة والبرتغاليين فيما يتعلق بالدراسات المنجزة حول العلاقات بين البلدين عبر على الخصوص تسهيل الولوج إلى أرشيفهما. وبالنسبة لهذا الخبير فإن العمل الذي ينجزه المؤرخ أو الأكاديمي قادر على منح المزيد من الوضوح للدبلوماسي والسياسي وكذا للمستثمر والرأي العام عامة.
من جانبه سجل محمد شرف، مدير المرصد الإقليمي للهجرة بجامعة ابن زهر، أن “بحثا من هذا القبيل يمكنه إضفاء زخم على التبادل والعمل سويا من أجل بناء مستقبل أفضل”، وفي مداخلة له قدم شرف دراسة مقارنة للهجرة المغربية والبرتغالية تبرز العديد من النقاط المشتركة بين ديناميات الهجرة في كلا البلدين.
وأشار محمد المازوني، أستاذ التاريخ في جامعة بن زهر، في قراءة للتاريخ المشترك المغربي البرتغالي، أن وجود البرتغاليين من خلال احتلال سبتة في عام 1415، كان عاملا رئيسيا مهد لمنعطف جديد في المملكة. وأوضح أن الكفاح ضد الاحتلال البرتغالي كان في الواقع حجة على شرعية حركة السعديين، خاصة وأنها كانت عاملا حاسما في توحيد قبائل جنوب المغرب حول القيادة الصوفية، حيث خرج للنور نموذج سياسي جديد في المغرب الحديث وهو الدولة الشريفية.
وذكر الأكاديمي نفسه أن العلاقات بين البلدين المتجاورين تعود إلى ما قبل 1415، حيث كانت تربطهما علاقات سياسية وتجارية وثقافية داعيا إلى العمل اكثر على هده المواضيع من وجهة نظر أكاديمية ودراسة الموروث الثقافي والمعماري في كلا البلدين.
وبالنسبة لفيرناندو كورييا، الأستاذ في جامعة إيفورا، فإن هذا النوع من اللقاءات يساعد على استكشاف بشكل افضل الروابط الثقافية والتاريخية بين المغرب والبرتغال والتي تعود إلى حقبة الإمبراطورية الرومانية، القرطاجيين والفنقيين .. وقال: “هذا يمكننا من التعرف على أصولنا العربية والشمال إفريقية”.
ومن أجل إيراز التأثير اللغوي للتواجد العربي في البرتغال، أبرز كورييا أن اللغة البرتغالية تضم 800 كلمة من أصل عربي على اعتبار أن العديد من القرى والوديان تحمل دائما أسماء من اصل عربي وأمازيغي .
وأبرز عمدة كلية ابن زهر، أحمد بلقاضي، أن هذا اللقاء يندرج في إطار “الدبلوماسية الجامعية” التي تفرض على البلدين المضي قدما في تعزيز الروابط بين الباحثين المغاربة والبرتغاليين . وبالنسبة له فإن التاريخ المشترك الذي يعود إلى ستة قرون على الأقل عبر التواجد البرتغالي في المدن الساحلية التي أصبحت مآثر تاريخية مهمة مثل الصويرة وأسفي والجديدة وأزمور وأصيلة.