في خطوة تؤكد الطابع العدواني و الميليشيوي لجبهة البوليساريو الانفصالية، اعترفت هذه الأخيرة بمسؤوليتها الكاملة عن الهجوم الفاشل الذي استهدف أطراف المنطقة الشرقية الجنوبية لمدينة السمارة، عبر ما وصفته بـ”عملية عسكرية” نفذتها وحدات صاروخية ضد ما زعمت أنه “مواقع للعدو”.
لكن الحقيقة الميدانية، كما أكدتها مصادر موثوقة، تفيد بأن المقذوفات الأربعة التي أُطلقت، سقطت في محيط خالٍ تمامًا من السكان، قرب ثكنة لبعثة الأمم المتحدة (المينورسو)، دون أن تسفر عن أي إصابات بشرية أو خسائر مادية، في مشهد يكشف ارتباك منفذي الهجوم وفشلهم الذريع في تحقيق أي اختراق ميداني أو رمزي.
محاولة البوليساريو تصوير قصف عشوائي على منطقة غير مأهولة كـ”نصر ميداني”، لا تُخفي حقيقة ثابتة: الجبهة، ومعها من يدير خيوطها من قصر المرادية، باتت في عزلة خانقة على المستوى الدولي، وتلجأ إلى هذه الأفعال الاستعراضية اليائسة للتغطية على إخفاقها السياسي والدبلوماسي.
الأدهى أن المقذوفات سقطت قرب منشأة تابعة للأمم المتحدة، ما يُعد تحديًا سافرًا للشرعية الدولية واستهتارًا بقرارات مجلس الأمن الذي دعا مرارًا إلى ضبط النفس والالتزام بالحل السياسي. وهو ما دأبت عليه المملكة المغربية بكل مسؤولية، رغم الاستفزازات المتكررة.
رغم هذا التصعيد، تواصل بعثة المينورسو مراقبة الوضع على الأرض عن كثب، وسط تنبيهات متزايدة من مخاطر العودة إلى مربع الفوضى في المنطقة، وهي التحذيرات التي تتجاهلها الجبهة الانفصالية بإصرار، في مغامرات عديمة الجدوى.
في المقابل، يواصل المغرب التحلي بضبط النفس، معززًا وجوده الدفاعي والاستراتيجي في احترام تام لالتزاماته الدولية، ودون أن يتخلى عن حقه المشروع في حماية مواطنيه ووحدة أراضيه.
وفي سياق دولي لافت، يتزايد اهتمام الكونغرس الأمريكي بجرائم جبهة البوليساريو، حيث اقترح السيناتور الجمهوري جو ويلسون، بدعم من النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، مشروع قانون لتصنيف الجبهة منظمة إرهابية، وهو تطور نوعي يعكس تزايد الوعي الدولي بحقيقة ما تقوم به هذه الجماعة المسلحة من أعمال تهدد الأمن الإقليمي وتستهدف بعثات الأمم المتحدة ذاتها.
يبقى المغرب، رغم كل الاستفزازات، متمسكًا بخيار التنمية والاستقرار في صحرائه، حيث تستمر المشاريع الكبرى وتترسخ مؤسسات الدولة في الأقاليم الجنوبية، بينما تكشف الاعتداءات العشوائية المتكررة إفلاس خصوم الوحدة الترابية، الذين باتوا يخوضون معركتهم على أرض الإعلام الدعائي، بعدما خسروا كل رهانات الميدان والدبلوماسية.
تعليقات
0