الأستاذ إدريس لشكر في حوار صريح بحمولة وطنية مع صحيفة ABC الإسبانية

أقول لمن يحركه وازع إنساني ، إن الأصح هو التوجه للاجئين بتندوف، الذين يعانون الفقر و غياب الرعاية الصحية هناك أزمة حقيقية بين الرباط ومدريد و كل تبخيس لها ليس إلا تغطية للشمس بالغربال  ممثلو الشعب الصحراوي هم المتواجدون بالعيون و الداخلة و غيرهما من الأراضي الصحراوية و ليست الأقلية الموجودة بالجزائر

3٬864

أجرى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الأستاذ إدريس لشكر، حوارا صحفيا مع صحيفة ABC الإسبانية ، تطرق فيه إلى آخر التطورات في العلاقات بين الرباط ومدريد، على خلفية  إستضافة هذه الأخيرة للمدعو ابراهيم غالي على أراضيها بأوراق مزورة.

القائد الاتحادي اعتبر أن  البلدين يعيشان إحدى أصعب الأزمات ،التي عرفتها العلاقات بينهما ،لكنه  متفائل بالمستقبل، إذ “أن الأزمة لا يمكن إلا أن تدفع الطرفين لمعالجة جدية، و جذرية لعلاقاتنا ،و لذلك لا يجب أن نتجاهلها ولا أن نبخسها”.

– ماهو رأيك في قرار الحكومة الإسبانية باستضافة “زعيم البوليساريو” في إسبانيا؟

أولا ، هذا القرار يؤكد وجود اتفاق بين الحكومتين الإسبانية و الجزائرية على نقل  زعيم البوليساريو ومنحه طائرة خاصة وتمرير دخوله عبر الحدود بوثائق مزورة دون إعلام الحكومة المغربية بذلك، بل إنكار الأمر وتشكيك الحكومة الإسبانية في الواقعة، و هو ما أعتبره فضيحة تضر بعلاقات حسن الجوار و الثقة و الشراكة التي تربط بين بلدينا تاريخيا.

– هل اقتنعت بتفسيرات الحكومة الإسبانية التي تقول إن الدافع وراء الاستقبال كان “لأسباب إنسانية بحثة”؟

هذا إدعاء تلغيه الطريقة التي اتبعت بخلق هوية مزورة لاستقبال زعيم البوليزاريو من جهة، و من جهة أخرى أقول لمن يحركه وازع إنساني ، إن الأصح هو التوجه للاجئين بتندوف، الذين يعانون الفقر و غياب الرعاية الصحية ،خاصة في ظروف الجائحة حيث لا تتوفر لديهم أي أدوية أو أدوات طبية ، و بالتأكيد لا يستفيد المحتجزون بمخيمات تندوف من التلقيح.

مؤخرا أصدرت الحكومة المغربية التي يشارك فيها حزبك (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بيانين صحفيين عبر وزارة الخارجية تحذر فيهما من “العواقب” المحتملة.. أليس ذلك  ابتزازا؟

هذا التحذير، بالنسبة إلي، لا يرقى إلى مستوى الغدر الذي أحس به الشعب المغربي من جيرانه الإسبان. فنحن الذين حرصنا على تحويل البحر الأبيض المتوسط من بحيرة دماء و أموات إلى فضاء أمن، وسلام، ورفاه للضفتين الشمالية و الجنوبية.

ماذا يقصدون بالضبط بـ “العواقب”؟

لا شك أن أية قطيعة بين الطرفين يتضرر منها الشعبان، و لذلك نحن، في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نأمل ألا نضطر للوصول إلى هذه المرحلة، خاصة بالنظر للجهود التي بذلت عبر السنين الماضية من أجل بناء الثقة من طرف المؤسستين الملكيتين، و حكومتي البلدين، وكذا بين الشعبين.

– لماذا لا تحافظ الحكومة الاشتراكية بقيادة بيدرو سانشيز على مثل هذه العلاقات المتناغمة مع الحكومة المغربية؟

نحن في الاتحاد الاشتراكي عملنا على توضيح موقفنا لنظرائنا في الحزب الإشتراكي العمالي الاسباني، لتجاوز الصعوبات التي وجدناها في الماضي، سواء في المحادثات الثنائية، أو في الإطارات الدولية التي تجمعنا دوليا و قاريا، هذه الصعوبات تبددت وتطور خطاب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للسير في توجه الأمم المتحدة والحل السياسي، و هو ما ضمنوه حتى في برنامجهم الانتخابي الأخير، و لذلك نحن تفاجأنا كثيرا لما وقع و نعتبره كارثة.

– هل تدرك أن هناك أزمة دبلوماسية مفتوحة بين الرباط ومدريد مع العلم ، أنهم  في إسبانيا ، يحاولون  التقليل من خطورة هذه الأزمة؟

بالفعل هناك أزمة حقيقية، وكل تبخيس لها ليس إلا تغطية للشمس بالغربال. 

– كيف يمكن معالجة هذا الوضع؟

المغرب هو ضحية لهذا الفعل الشنيع، و الشعب المغربي ينتظر من الحكومة الإسبانية موقفا واضحا يرد الاعتبار للشراكة الاستراتيجية بين دولتينا لإعادة الثقة بيننا.

– هل تعتقد أن خروج “بابلو إيكليسياس” من الحكومةـ يمكن أن يسهل عملية إيجاد حل لهذه الأزمة؟

على حد علمي  “بابلو ايكليسياس” كان خارج الحكومة عند وقوع الحادث.

– لا تزال إسبانيا السلطة الإدارية للصحراء ، بحسب الأمم المتحدة. ألا ينبغي للحكومة المغربية أن تفهم هذا الدور في قضية إبراهيم غالي “الإنسانية”؟

الاعتبارات الإنسانية، أوضحت لكم، أنها مبررات واهية. وكل حديث عن المسؤولية التاريخية أو الإدارية ما هو إلا حنين لماض استعماري شائن.
فإسبانيا استعمرت جزءا من شمال المغرب، وسيدي افني وطرفاية والصحراء، و بعد استرجاع المغرب لكل جزء من هذه الأقاليم ، واحدا تلو الآخر، لم تتحدث إسبانيا عن مسؤوليتها تجاه سكان هذه المناطق، فلماذا تتشبث إسبانيا بادعاء الوصاية والمسؤولية على ساكنة الأقاليم الصحراوية بالذات، وهي الأقاليم التي يشهد العالم ،وعلى رأسه الأمين العام الأممي، أنها تنعم بالسلام والأمن والنماء. وأضيف أن كل حديث عن مسؤولية أو وصاية لإسبانيا على الاقاليم الصحراوية إنما يعبر عن معاداة للشعب المغربي في قضية مركزية تعرف تحولا مهما لدى الرأي العام الدولي “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء”.

– هل تعتبر هذه أكبر أزمة دبلوماسية بين إسبانيا والمغرب؟

يمكن أن أقول إننا نعيش إحدى أصعب الأزمات التي عرفتها العلاقات المغربية – الإسبانية
لكنني متفائل  أن الأزمة لا يمكن إلا أن تدفعنا لمعالجة جدية، و جذرية لعلاقاتنا ، و لذلك لا يجب أن نتجاهلها ولا أن نبخسها.

– كيف ترى مستقبل الصحراء؟
أولا يتعلق الأمر بمستعمرة إسبانية تأخر تحريرها إلى سنة 1975. و اليوم يمكن أن أقول لكم إن سكان هذه المستعمرة الإسبانية سابقا يختارون ممثليهم المحليين و الجهويين و البرلمانيين و يشاركون في السياسات العمومية للوطن. لذلك فممثلو الشعب الصحراوي هم المتواجدون بالعيون و الداخلة و غيرهما من الأراضي الصحراوية، و ليست الأقلية الموجودة بالجزائر، و التي أصبح ضيفكم بإسبانيا لا شرعية له في تمثيلها لتعدد الأصوات المناهضة له ، والمنددة بأفعاله الجرمية من داخل المخيمات بتندوف.

error: