“2024” الورش الكبير للمملكة

85٬241

البرد القارس والصقيع لم يمنع 2023 من الأفول ، ليطل العام الجديد مانحا القليل من الدفء لآمال المغاربة ، قطاعات كثيرة لم يعد السيروم الحكومي يمنحها الطاقة الكافية لتقديم خدماتها فاسحة المجال لارتجاج السلم الاجتماعي وللابقاء على صورة المغرب كوجهة استثمارية مفضلة . المونديال كان بطعم الحلم ، وقدم كوكتيلا من الآمال بنكهة الممكن ، فيما الدرس الذي قدمه المغاربة خلال زلزال الحوز في التآزر والتضامن طرح سؤالا حقيقيا عن أحقيتهم في عيش أفضل وخدمات قطاعية أفضل ، لذلك لابد من 2024 أن تحمل حلولا واقعية لمشاكل كثيرة خلقت شرخا كبيرا بين تطور المغرب صناعي و استثماري يسير بسرعة البرق ، و بين واقع اجتماعي يزحف بسرعة السلحفاة ، فكان ولابد من الحديث عن التعليم كأهم لبنة لبناء حديثة ، التعليم الذي ودع السنة الماضية على إيقاع لبلوكاج في انتظار حلول واقعية ومرضية تتفق عليها كل الأطراف بغية إصلاح حقيقي للقطاع ، إصلاح لن ينطلق إلا بالاهتمام بالموارد البشرية(الموظفين كما يحلو للبعض التسمية) و بحقوقها كاملة، المغرب يسير نحو تغطية صحية اجمالية ، مما يستدعي تهييء بنيات استشفائية تليق بهذا الورش الكبير، البنيات التحتية الطرقية والفندقية ، النقل الجوي والسككي … كل هذه الأوراش ستجعل من العام الجديد نقطة انطلاق نحو تنظيم المغرب لكأس إفريقية للتاريخ العام القادم و حلم كل المغاربة كأس العالم 2030 . العام الجديد يحل بطعم الأمل ، خصوصا وأن قضيتنا الوطنية الأولى تسير نحو نهايتها، نحو حل حقيقي وواقعي قدمه المغرب وتبنته كل القوى العالمية، إنهاء هذا المشكل سيفسح المجال للحديث عن مغرب كبير موحد ودينامي ، كما أن الزيارة الملكية التاريخية للإمارات و التوقيع عن الشراكة الاستراتيجية سيجعل من 2024 عام المغرب الجديد بكل المقاييس . كل هذه الحركية لابد و أن تؤطرها دينامية سياسية و حقوقية ، لذلك سيكون على الأحزاب المغربية تجديد هياكلها وتوجهاتها مانحة فرصا أوسع للكفاءات الشابة ولإعادة الثقة للعمل السياسي، لأن كل آمال المغرب لن تتحقق إلا بوجود مؤسسات قوية وقادرة على ضخ دماء جديدة في شرايين الدولة . كان زلزال الحوز نقطة الحزن ونقطة الفخر على حد سواء، وشمت سحنة العام الفائت، أعطى هذا المنعطف شحنة قوية للمغرب وللمغاربة ملكا وشعبا ، وعلى الحكومة الانخراط الجدي في هذا المشروع وعلى الجهات القضائية والمحاسباتية السير بتواز مع هذا المعطى، من أجل بناء هياكل قوية ومن أجل الوصول بمغرب قوي إلى عرس 2030 .

error: