من وحي حملة المقاطعة: هذا ما يريده الشعب…

31٬861


محمد رامي

على هامش الحراك الاجتماعي الذي اتخذ صورة حضارية بنهج أسلوب المقاطعة ، أعود لأذكر من ليس بحاجة إلى تذكير.
لا تنظروا لحملة المقاطعة هاته على أنها مرتبطة فقط بمنتوجات ثلاث، لا تبخسوا الشعب نضالاته الحضارية وتحاولوا الالتفاف على الحملة بحلول ترقيعية لتنسفوا شبه إجماع وطني على أن التغيير إلى الأفضل ينطلق من هنا من الفضاء الأزرق.
الشعب أرسل رسالة واضحة وهو ينتظر ردا واضحا وليس وصلات إشهارية مدفوعة الأجر ” للتصالح”، عفوا لقد فهموا الرسالة خطأ وهو ما جعل حملة المقاطعة تمتد للسمك لعل الرسالة تصل هذه المرة .
أقول مرة أخرى، إن الشعب يريد إسقاط الفساد بكل تجلياته وتلويناته، بعيدا عن الحساسيات السياسية والحسابات الانتخابية.
الشعب يريد العيش بكرامة بعيدا عن الذل والمهانة، يريد أسعارا معقولة وسلع ذات جودة عالية بعيدا عن جشع المضاربين وسماسرة الأسواق والمتلاعبين بجودة المنتوج من دون حسيب أو رقيب.
الشعب يريد أن يضمن مصدرا للرزق وأن يوازي الأجر العمل الذي يقوم به وألا يستغل استغلالا من قبل الباطرونا تحت مسميات عديدة، هو يريد أن يحس بكرامته في مقر عمله وفي المسكن.
الشعب يريد أن يحس بالاطمئنان إلى العدالة وهو يقف أمام القضاء للفصل في النزاعات، هو يريد محاربة سماسرة المحاكم وإعادة الثقة إلى القضاء بألوانه الخضراء والبيضاء.
الشعب يريد رد الاعتبار إلى التعليم العمومي ومحاربة المتاجرين بمستقبل أبنائنا ، ليس فقط من خلال إقرار المناهج، بل من خلال المتابعة والضرب بقوة على كل الغشاشين والمتهاونين في القيام بمهامهم و من خلال تجهيز مؤسساتنا التعليمية والتي أصبحت مجرد بنايات من دون تجهيزات .
الشعب يريد الحق في العلاج وفي الإستشفاء، يريد الدواء بأسعار معقولة، لايريد أن ينظر إليه عند باب المستشفى كمصدر لدخل إضافي فقط، يريد أن يعامل كإنسان وليس كرقم في معادلة أجرية.
الشعب يريد سكنا لائقا وأن لايترك وحيدا في مواجهة بارونات التعمير، والذين تخصصوا في تشييد «الزنازن الاجتماعية» وراكموا الملايير من ورائها من دون حسيب ولارقيب ولسان حالهم يقول لكل واحد أجره.
الشعب يريد وأصحاب الامتيازات والمصالح يريدون، والأكيد أنهم لن يدخروا جهدا ليكون لهم ما يريدون ولو على حساب إرادة الشعب، فمناهضو التغيير كُثُر من أصحاب المصالح الشخصية ولابد أنهم أحسوا بأن الحراك الجديد يشكل بالفعل مقدمة لاحترام إرادة الشعب، وبالتالي فإنهم سيواجهون إرادة التغيير لحماية مصالحهم الشخصية كل من موقعه.

error: