التغول لا يرهبنا والسلام على التافهين…

30٬583

   عبد السلام المساوي

إنها عقدة الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد تاريخيا في الحاقدين والناقمين …ترقد حينا وتستيقظ كلما أزهرت الوردة وكلما نجح الإتحاد الاشتراكي، كما هو الحال اليوم مع الدينامية السياسية والتنظيمية التي انخرط فيها بقوة ونجاح والأجندة التي سطرها لمواجهة التغول ؛ أزعجتهم مواقف الحزب وحراكه، فراحوا ، إخفاء لفشلهم وفسادهم ، ينشرون التفاهات ويذيعون الأضاليل….ونؤكد مع الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر ” لن تشوشوا على ملتمس الرقابة عبر الاتهامات الباطلة والتهييج الإعلامي ” .
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر له من الشرعيات : النضالية والديموقراطية ، له من الأخلاق الاتحادية ، له من المروءة والشجاعة ، له من الأنافة والكبرياء ما يؤهله ليسمو على التافهين والتافهات الذين يرتزقون بفتات التغول ….
إدريس لشكر ليس كباقي زعماء الأحزاب الأخرى ، وما ينبغي له أن يكون ، إنه قائد اتحادي ولا يقبل الانحناء ، لا يقبل الابتزاز ، لا يقبل من يتوهم أن الاتحاد الاشتراكي سهل ابتلاعه ، سهل ترهيبه ، سهل إسكاته …
الاتحاديات والاتحاديون الأصيلون المتأصلون يثقون في قائدهم…. الإتحاديات والإتحاديون الصادقون المخلصون ، الغيورون على حزبهم وعلى وطنهم ، يحترمون ويقدرون الكاتب الأول ولا يبالون بمحترفي التشويش والتفاهة ولا ترهبهم دمى التغول ….
الإتحاد الاشتراكي يشق طريقه بنبل الاتحاديات والاتحاديين ولا يحتاج إلى تزكية الحاقدين والحاقدات ….
إن الرهان اليوم واضح للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه ؛ هذا الوطن محتاج لكل المغاربة ، محتاج لكل الإتحاديات والإتحاديين ؛ محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه والصعود به، المفتخرين بالانتساب إليه، المصارحين بحقائقه كلها ، صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا إلى جهة أخرى.
والأفضل للتافهين والتافهات محترفي التدمير وزارعي الأمراض البحث عن بضاعة أخرى تكسب ربحا وريعا، لا أن يلقوا علينا أحقادهم…
إن الاتحاديات والإتحاديين عازمون اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، على الوقوف في وجه الشاردين الذين يحقدون على هذا الحزب ؛
لقد أثبت التاريخ فشل كل المحاولات ” أشخاص ومجموعات ” التي أرادت أن ” تقتل ” الاتحاد الاشتراكي … مرت تحت الجسور سيول ، ولم يعد وفيا للوطنية والديموقراطية إلا الاتحاديات والاتحاديون الصادقون الأوفياء الذين ظلوا على الإيمان المبدئي الأول المبني على الانتماء للمغرب ، والمتمثلون لهذا المبدأ فعلا لا قولا وشعارا فقط …
غياب النضج عند هؤلاء التافهين والتافهات ، خلاصة أليمة تتأكد مع توالي الأيام …هذه الفئة الشاردة والمسخرة التي تمنح لنفسها التدخل والدلو بدلوها في الحزب وفي مؤسسة الكاتب الأول وفي المكتب السياسي ، تهفو إلى أن يتحول حزب الإتحاد الإشتراكي ، الذي يشق طريقه بإصرار ووعي ، وهو يضع نصب الأعين ، الاستقرار والتفرغ للتفكير في الوطن ومشاكل المواطنين، ( يتحول ) الى بؤرة نار تلتهم كل شيء .
السقوط الذي يريده مرتزقة التغول ، العاجزون عن التفرغ للقضايا الكبرى، سيكون سقوطا نهائيا للأقنعة التي يرتادونها، سقوطا لأحلام وخيالات تراودهم في أن يتحول الحزب إلى حفرة عميقة تبتلع تاريخا عمر طويلا… ببساطة شديدة لأنه تأسس على ركيزة الإختيار المبدئي الصادق.
هاته الأشباح ، ولتعنتها وقصر نظرها وغياب حصافة فكرية لديها ، تتناسى أن ميزة وتميز الاتحاد الاشتراكي في لحمته ، لحمة هي صمام الأمان ، التي تنغص قلوب التغول تحديدا وقلوب السائرين على هواه والدائرين في فلكه .
المغاربة لن يقبلوا بأن يقدموا حزب الاتحاد الاشتراكي حطبا لنار التافهين والمرتزقة، الفاشلين سياسيا واجتماعيا .
ولكل النافخين في الكير ، البرد والسلام على هذا الحزب ، وعلى مناضليه ومناضلاته …
ضحايا الوهم استنزفتهم المؤامرات الخبيثة والمناورات الهدامة فحصدوا التلف ….إن الاتحاد الاشتراكي الذي صمد في وجه الأعاصير وناضل لمدة تفوق نصف قرن في المعارضة ولم تستطع آلة القمع والتدمير القضاء عليه ، لا تستطيع أضاليل وهلوسات التغول النيل من قوته وعرقلة مساره….
إن حزبا صنعته النضالات العسيرة والتضحيات الجسام عصي على الرضوخ لعدوانية التغول وأتباعه ….
الإتحاديات والإتحاديون ، كل الاتحاديات والاتحاديين سعداء بحزبهم وبتدبير حزبهم لهاته المرحلة المفصلية . هذا هو أهم ما في الموضوع كله .
هذا هو درسنا الأهم اليوم البقية شرود ؛
لا نستطيع ان نعدكم بأن الاتحاد الاشتراكي سيتوقف عن تقديم الدروس وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب ومن هؤلاء الإتحاديين والإتحاديات الأصيلين والصادقين .
والإتحاديات والإتحاديون يسجلون بقاء حزبهم كبيرا وقويا ومزعجا ، اكتشفنا محترفي الكآبة الذين كنا نعرف قبل هذا الوقت بكثير أنهم لا يحلمون لنا إلا بالجنازة التي سيشبعون فيها لطما ، وها نحن نتأكد من الأمر مجددا .
أولئك الذين يستسرعون ” موت ” الاتحاد الاشتراكي ليرقصوا فرحا ويرددوا ” لقد أدينا المهمة بنجاح “…
أولئك الذين يجدون المواقع البئيسة لكي ينشغلوا ب ” تدمير ” الاتحاد الاشتراكي ، أولئك الذين يصبون أحقادهم وعداءاتهم على الاتحاد الاشتراكي ويجرونه إلى الجدالات الغبية والحسابات السياسوية البليدة التي تمليها قوى التغول المحافظ .
أولئك الذين يغتاضون ويغضبون حين يرون أن الاتحاد الاشتراكي حاضر سياسيا وتنظيميا …
أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، ونهج سبل التنمية الشاملة ، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات ، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحذوه على تقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد ، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت ، في سبيل الإرتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم ، في شروط الأمن والاستقرار والإزدهار .
إنها مسؤولية جسيمة ، ومهمة نبيلة ، تسائلان بقوة كافة الإتحاديات والإتحاديين للنهوض بهما ؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة ، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة …
إن واجب الوفاء والإمتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد ” الاتحاد الوطني / الاتحاد الاشتراكي ” ، وأطرت مساره السياسي ، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات ؛ أن يتمسك الإتحاديون والإتحاديات بحبل التآلف والالتحام ، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والإلتزام بقضايا الشعب والبلاد ، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات .
الإتحاد الاشتراكي لن تزعجه ألاعيب التغول ، الإتحاد الاشتراكي لن تشغله سفاسف الأشباح …إنه منشغل بعظائم الأمور …إنه صاحب قضية …إنه منشغل بمعارضة الثلاثي المتغول ( المحافظون الجدد ) ، ومنشغل بالمساهمة في تنمية البلاد …

error: