المسلسلات الرمضانية تعيد الدراما المغربية إلى نقطة الصفر

16٬187

عبد الرحبم الراوي

سيكون أمام الجمهور المتتبع للإنتاجات الرمضانية خلال هذا الشهر خيارين، إما الاستغناء عن القنوات المحلية والهروب إلى الفضائيات ليستمتع بالدراما العربية على القنوات المصرية والخليجية، وإما أن يقوم بحصص يومية لرياضة “اليوغا” حتى لا يشعر بالملل طيلة شهر رمضان.

هذا ما أكدته المسلسلات الفكاهية والدرامية المعروضة في القناتين الأولى والثانية منذ حلول شهر رمضان الأبرك، والتي تعرف مشاركة العديد من الوجوه المعروفة والمألوفة لدى الجمهور المغربي، ذلك لأنها لم تعد تفارق الشاشة الصغيرة، حتى ولو حاول بآلة التحكم تغيير القناة بقناة أخرى، فقد يجدهم أينما ولى وجهه واستقرت عيناه.

 احتكار في التشخيص، ضعف في الحبكة الدرامية، أعطاب تقنية وعدم القدرة على بناء مواقف قوية ومؤثرة، كلها عوامل أعادت للأسف، المشهد الفني إلى نقطة الصفر، بعد أن إعتقد العديد من المهتمين والنقاد أن الدراما المغربية قد وضعت فوق السكة، وانطلقت نحو التنافسية العربية والدولية.

ففي السنوات الأخيرة لمس الجمهور والمتتبعون طفرة نوعية على مستوى الدراما في المسلسلات المغربية، بينما تخلفت السيتكومات عن التطور الحاصل في هذا المجال، ولم تستطع الخروج من شرنقتها علما أنها انطلقت ما يربو عن ثلاثة عقود، ثم الكاميرا الخفية التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، ولم تتطور هي الأخرى، ذلك أن القائمين عليها، ظلوا متمسكين بأسلوبهم النمطي “وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم” ضاربين عرض الحائط الانتقادات والاحتجاجات، مادام المشروع مربح بالنسبة للمخرج ولشركات الإنتاج.

وضعية الفنان لم تعد كما كان عليها الرواد من قبل والذين ذهبوا ضحية أوضاع اجتماعية مزرية، فكانت نهاية العديد منهم مأساوية والسبب في ذلك هو حبهم الجارف للفن والإبداع، ومع ذلك لم يقبلوا بالمشاركة في أعمال عرضت عليهم من قبل شركات الإنتاج.

 لهذا لم يعد أمام فناني زمننا هذا أي مبرر للقيام بأعمال تافهة قد تقزم من حجمهم وتعكر صفو مسارهم الفني، وقد تسقطهم من أعين الجمهور بسبب جشع شركات الإنتاج التي لا يهمها سوى الربح السريع، ولو على حساب مستقبل الممثل الذي يجد نفسه في نهاية كل عمل فني المتهم الأول أمام الجمهور.

error: