“جوج وجوه” لمراد الخودي، يسلط الضوء على ظاهرة التسول بالمجتمع المغربي
عبد الرحيم الراوي
أثار المسلسل المغربي “جوج وجوه” لمخرجه مراد الخودي، الذي تبثه القناة الثانية يوميا بعد الفطور، إعجابا كبيرا من قبل المتابعين وعشاق الفرجة من خلال تعاليق وتدوينات في وسائل التواصل الاجتماعي، أجمعوا فيها على أن المسلسل نجح في ملامسة واقع اجتماعي ظل يستفحل بشكل خطير في السنوات الأخيرة، دون أن يحظى بأهمية أمنية أو إعلامية أو حتى فنية.
وقد أظهر المسلسل أسلوبا مختلفا في معالجة موضوع أصبح يزعج المارة ويعرض المواطنين إلى العديد من المخاطر، كما توفق أصحابه في فضح الأساليب التي يعتمدها المتسولون لإسقاط ضحاياهم في عمليات النصب والاحتيال.
وقد تمكن المشاركون في هذا العمل المتفرد من إتقان أدوارهم، حيث نجحت الممثلة سحر الصديقي في لعب دور شخصية “التيبارية” كنموذج حي في التشرد والفقر، والذي تطلب منها طريقة خاصة في الحركة والتفاعل والكلام.. على عكس الأدوار التي سبق أن لعبتها في إنتاجات أخرى، فيما لبست الممثلة دنيا بوطازوت دور “محجوبة”ّ، ولم تجد أدنى عناء في أدائه، ويعود الفضل في ذلك، إلى تجربتها الطويلة في مثل هذه الأدوار، كما حافظ الممثل عزيز داداس على سمعته كممثل يتوفر على قدرات مهنية عالية من خلال شخصي “با صطوف” و ” علي “.
تدور خيوط القصة حول عصابة منظمة تمارس التسول بشوارع الدار البيضاء، كمهنة تدر عليهم الأموال الطائلة ، ويغيرون طريقة تسولهم حسب ما تمليه عليهم الظروف، فمرة يتسولون بادعاء الوفاة، أو المرض أوالتكفل برضيع..
وفي المقابل يعطي المخرج صورة أخرى تتناقض مع الوضع البئيس لصاحب “جوج وجوه” من خلال شخصية “علي” (عزيز داداس)، تتمثل في مظاهر الترف الذي تعيشه أسرته .
عرف المسلسل مشاركة نخبة من الممثلين المغاربة من بينهم عزيز داداس، دنيا بوطازوت، سحر الصديقي، عبد الله ديدان، ماجدولين الإدريسي، طارق البخاري، الرابور وينزا وآخرون.. أما المسلسل فهو من إخراج مراد الخودي، وسيناريو هندة سقال التي قضت سنتين مع فريق العمل على إنجازه، قبل أن يخرج ويحقق نسبة عالية من المشاهدة بلغت عشرة ملايين في اليومين الأولين من الشهر الفضيل.
