الحكم بإعدام أربعة مدانين باغتيال المعارض شكري بلعيد في تونس

14٬805

 أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب في محكمة تونس الابتدائية أحكاما بالإعدام بحق أربعة مدانين في قضية اغتيال المعارض شكري بلعيد عام 2013، وحكمين بالسجن مدى الحياة بحق مدان ين آخرين، على ما أعلن مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية أيمن شطيبة.

وأدين 23 شخصا في اغتيال الناشط اليساري الذي كان من أشد منتقدي حزب النهضة الإسلامي المحافظ الحاكم سابقا، في سيارته أمام منزله في السادس من شباط/فبراير. وحكم على اثنين منهم بالسجن المؤبد، كما صدرت أحكام بالسجن من سنتين إلى 120 سنة بحق متهمين آخرين، فيما تمت تبرئة خمسة أشخاص.

شكري بلعيد، محام وسياسي تونسي، عارض نظام بورقيبة وبن علي، وبعد ثورة 2011 أصبح عضوا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، ثم عارض أداء الحكومة الائتلافية بقيادة حركة النهضة. وقد اغتاله مجهولون أمام منزله مما سبب أزمة في البلاد نتج عنها تعديل حكومي.

ولد شكري بلعيد يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1964، في حي جبل الجلود الشعبي بالضاحية الصناعية جنوب العاصمة تونس، درس الحقوق في العراق، وأكمل تعليمه في جامعة باريس.

عمل في المحاماة ورافع في الكثير من القضايا السياسية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ونشط في الدفاع عن حقوق الإنسان.

دخل العمل السياسي مبكرا وبرز في الجامعة، فعارض نظام بورقيبة وأدخل السجن، كما عارض نظام زين العابدين بن علي وتعرض للاعتقال أيضا.
قاد أولى المسيرات المنددة بالحرب الأميركية على العراق، ودافع عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي في قفصة عام 2008، وعن مساجين تابعين للسلفية الجهادية، وهو من مؤسسي حركة الوطنيين الديمقراطيين، وهو الناطق الرسمي والمنسق العام لها.
ترشح لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي تحت اسم ائتلاف الكرامة، لكنه فشل في دخول المجلس إذ لم يحصل إلا على 0.63% من الأصوات.
انتخب في 2 شتنبر  2012 أمينا عاما لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، وساهم في تأسيس الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة (تحالف أحزاب يسارية ماركسية وقومية وبعثية).
تصاعد حضوره الإعلامي بعد الثورة وتأسيس الجبهة المذكورة، فانتقد بقوة الائتلاف الذي حكم تونس بعد انتخابات المجلس التأسيسي، ووجه نقده بالأساس لحركة النهضة متهما إياها بالفشل في قيادة المرحلة الانتقالية والرغبة في الهيمنة على المؤسسات والمشهد السياسي.
كما انتقدها لتساهلها -حسب اعتقاده- مع السلفيين المتشددين، واتهمها في آخر مداخلة تلفزيونية له يوم 5 فبراير 2013  ” بالتشريع للاغتيال السياسي.

اغتيل شكري بلعيد يوم 6 فبراير  2013 أمام منزله بأربع رصاصات، في ولاية أريانة بالعاصمة التونسية.
وقد أحدث اغتياله رجّة في الطبقة السياسية التونسية أسفرت عن استقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي.

  وكالات

error: