في حادثة حبست أنفاس سكان مدينة سيدي بنور، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّلت لحظات روتينية لسيدة مسنّة إلى كابوس مرعب حين وجدت نفسها في تحت رحمة عصابة محترفة، اختطفتها على طريقة أفلام المافيا العالمية، حيث استيقظ الرأي العام على فيديو منتشر حول واقعة وثقتها كاميرات المراقبة، وتفاصيلها المثيرة التي حملت معها تساؤلات عديدة حول الخطة التي بلغها أبطال العملية، والأسلوب الدقيق الذي نفّذوا به خطتهم، في واضحة النهار، مع سبق الإصرار والترصد والاحترافية.
وأفادت المعطيات أنه في صباح يوم الخميس، وبالضبط بحي السعادة، كانت الضحية في طريقها صوب حمام شعبي، تحمل دلوا بيدها وتمشي بخطوات مطمئنة، غير مدركة أن أعينا تترصدها بدقة كبيرة، قبل أن تتوقف إلى جانبها سيارة خفيفة بيضاء، وبلوحة ترقيم غير بارزة، من نوع “داسيا”، وبحركة خاطفة، فُتح بابها ليخرج منه شخص متنكّر في جلباب نسائي، واضعا كمامة تخفي ملامحه، تقدم نحو الضحية بخطوات سريعة، أمسك بها بقوة ودفعها إلى داخل السيارة بصورة هوليودية، وانطلق السائق بسرعة فائقة.
ولم تكن عملية الاختطاف مجرد عمل إجرامي عابر، بل كانت نتيجة تخطيط دقيق، استهدف المواطنة المذكورة بعد أن علم الجناة أنها قامت مؤخرا ببيع عقار مقابل 20 مليون سنتيم، فقاموا بجمع ما يمكن من التفاصيل الدقيقة حول ذلك، قبل تتبعهم خطوات الضحية التي وجدت نفسها محاطة بثلاثة رجال بوجوه غير مكشوفة، ومن خلال أسئلتهم الرهيبة لها أدركت أن المال هو هدفهم، فحاولت إيهامهم بعدم معرفتها بالمبلغ، إلا أن تهديداتهم ارتفعت ثم تحطمت حين تأكد لهم أن ضحيتهم قد وضعت المبلغ كاملاً في حسابها البنكي.
في الوقت ذاته، كانت عناصر أخرى من العصابة قد اقتحمت منزل الضحية، وقامت بالتفتيش عن المال، قبل أن تتلقى اتصالا من المكلفين بعملية الاختطاف حول فشل الخطة، وبعدها قرر المختطِفون العودة بضحيتهم إلى مكان غير بعيد عن منزلها، ولاذوا بالفرار، لتجد الضحية نفسها فجأة وسط الشارع، مذعورة، عاجزة عن تصديق ما حدث لها، قبل دخول الرأي العام في دوامة من التساؤلات حول هوية أفراد العصابة؟ وكيف حصلوا على معلوماتهم حول الضحية وبيعها للأرض؟ وهل ستتمكن السلطات الأمنية من الوصول إليهم؟.
وقد باشرت مصالح الشرطة القضائية بالجديدة تحقيقاتها على الفور، مع استنفار جميع المصالح المختصة، بما فيها أمن سيدي بنور، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لفك اللغز بتحديد هوية الجناة والكشف عن ملابسات الحادث المرعب، خصوصا أن الطريقة الاحترافية التي نُفذ بها الاختطاف، والخطة التي تمت بها العملية، أوحت لعموم المتتبعين لأطوار الواقعة المثيرة أن الأمر يتعلق بعصابة منظمة قد تكون وراء جرائم مماثلة، ذلك في انتظار ما ستسفر عنه المستجدات العالقة.
تعليقات
0