- أحمد بيضي
استجابة ل “كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب”، حج المئات من الصيادلة، صباح الاثنين 3 دجنبر 2018، من كل أرجاء المملكة نحو العاصمة الرباط، حيث نفذوا وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر وزارة الصحة، في سبيل الاحتجاج على ما وصفوه ب “تهرب وزارة أنس الدكالي من الحوار الجدي والمسؤول”، لأجل التباحث حول المشاكل المطروحة، والتعجيل بانتشال مهنة الصيدلة من وضعها الراهن، والنهوض بأوضاع القطاع وإنقاذه من تبعات المشاكل المالية التي تهدد 40 في المائة من الصيدليات بالإفلاس والإغلاق,
ولم تتوقف حناجر الصيادلة المحتجين، طيلة الوقفة، عن ترديد مجموعة من الشعارات والهتافات الموجهة للحكومة ووزارة الصحة، والمنددة بالأوضاع المزرية التي آل إليها القطاع على المستوى الوطني، محملين الوزارة الوصية كامل المسؤولية، وملوحين بالمزيد من الاشكال الاحتجاجية، وبالدخول في احتجاجات شهرية متوجة بإضراب وطني، حيث حدد المحتجون مهلة للوزارة الوصية أقصاها 60 يوما، ما لم تفتح الباب لحوار مسؤول يستجيب لملفهم المطلبي المشروع بعيدا عن سياسة التسويف.
ولم يفت المحتجين، في تصريحات متطابقة، الإشارة إلى مطالب أخرى تتعلق بالتأمين القانون لمسلك الأدوية ومحاربة السوق السوداء، واسترجاع حق امتياز الصيدلاني في المستلزمات الطبية، وفي بيع الأدوية البيطرية، ومراجعة مرسوم تحديد أثمنة الادوية، مع إصدار مرسوم الأدوية المرجعي، وإخراج التغطية الصحية إلى حيز التنفيذ، وجهوية المجالس، وتفعيل قانون الاستبدال بالنظر لعملية إغراق السوق بالأدوية الجنيسة بشكل غير مسبوق، وغياب سياسة دوائية واضحة، وقد أكد بلاغ “كونفدرالية نقابات الصيادلة” أن الوقفة الاحتجاجية تأتي “كرد فعل تلقائي للتعبير عن السخط والاحتقان المتزايد داخل الأوساط الصيدلانية، وجراء سياسات اللامبالاة للوزارة الوصية اتجاه الأوضاع المتدهورة للصيدليات الوطنية”، وفق نص البلاغ.
وارتباطا بالموضوع، فات للكونفدرالية أن أشارت، ضمن بلاغها، إلى ما وصفته ب “الأوضاع الاقتصادية التي ازدادت، خلال السنوات الأخيرة، ترديا وتدهورا بين الصيادلة”، ما يستدعي استفادتها من اعفاءات ضريبية فورية، ومشيرة بقوة إلى “انسداد أفق الحوار والآمال المعلقة على وزارة الصحة، والتي لم تقدم أدنى مؤشرات على عزمها التفاعل مع مطالب الصيادلة في المرحلة الأخيرة”، مذكرة برسالة مفتوحة لوزير الصحة، خلال الصيف المنصرم، تبرز فيها الوضعية المقلقة التي تعاني منها مجموعة من الصيدليات بالمغرب، مؤكدة أن ما يفوق أربعة آلاف صيدلية مهددة بالإفلاس مع ما سيسفر عن ذلك من تشريد لآلاف المستخدمين.
