عبد السلام المساوي يكتب عن الحفل الحدث في فاس…

16٬615

عبد السلام المساوي

مساء يوم الجمعة 13 يناير 2023 ، الأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، يفتتح حفل تكريم الأستاذ محمد الصديقي بالقاعة الكبرى لجماعة فاس ؛

فاس قلعة النضال ، يوم الجمعة 13 يناير 2023 ، استقبلت الكاتب الأول ذ إدريس لشكر في حفل عظيم ، حفل بابعاد دلاليةورمزية…
الحفل – الحدث ، حفل تكريم الأستاذ النقيب محمد الصديقي ، كان عظيما ، استثنائيا ، متميزا …كان حدثا عظيما بكل المقاييس …
بعد حدث حفل تقديم مذكرات المجاهد عبد اليوسفي في 12 يناير 2019، لم يحدث في فاس مثل ما حدث في 13 يناير 2023 …لم يسبق لفاس ، في تاريخها السياسي ، ان عرفت تظاهرة من مستوى عظمة الحفل – الحدث… لقد كان حدثا استثنائيا ومتميزا ؛ لقد كانت تظاهرة فريدة من نوعها شكلا ومضمونا …وسنتوقف اليوم عند عظمة الشكل لنبرز مظاهر التميز والتفوق لهذه التظاهرة – الحدث ؛
١- الحدث كان عظيما بحضور قوي ، كبير وعظيم كما ونوعا؛
– كما ؛ بالمئات حضروا منظمين ومنتظمين ؛ واعين ومؤمنين ..
بالمئات جاؤوا …ايمانا واقتناعا ؛ لم يحضروا جبرا وقسرا ..لم يحضروا كرها او إغراء ..لم يحضروا ترغيبا وترهيبا …لم يأتوا مكدسين في الأتوبيسات والحافلات و” الكاميونات ” كما حدث ، ويحدث في المواسم الحزبية والرسمية…لم يحضروا لاوعيا او قطيعا …لم يحضروا أشياء وجمادا….
بالمئات جاؤوا…حضروا إرادة واختيارا ..حضروا تلبية لنداء الضمير ..حضروا استجابة لنداء حزب القوات الشعبية ، …لنداء التاريخ والمستقبل ..لنداء الاتحاد الاشتراكي …أكدوا أن المواطن المغربي انسان ؛ ذات واعية ومستقلة ،حرة ومريدة…المواطن المغربي صاحب كرامة
من كل زمن جاؤوا ؛ شيوخ وكهول ، شباب واطفال …حضور قوي ودال للمرأة …من كل مكان جاؤوا ؛ أقاليم جهة فاس مكناس بولمان تماهت مع فاس ..حضور قوي ومعبر ؛ …من كل أقاليم ومدن المغرب جاؤوا ؛ الرباط ، الدار البيضاء ، المحمدية ، الحسيمة ، وجدة …جاؤوا من كل مكان وزمان….
٢-نوعا الحضور كان كبيرا وعظيما ، عظيما من حيث الكيف والنوع ، هو حضور للمواطنين ،بالمعنى الحقيقي للمواطنة ، بالمعنى الفكري والفلسفي ،بالمعنى السياسي والحقوقي
حضور للنخبة ، للكفاءات ، للوعي ، للانسان… ومن العلامات البارزة والعناوين المميزة لهذا الحضور النوعي ؛
#- هو حضور للعقل والوجدان ، للتربية والحكمة …عانقوا رفعة ثقافة النظام والانضباط وارتفعوا عن خسة الفوضى و التهريج …باحترام حضروا ، باحترام جلسوا ووقفوا ، باحترام تابعوا وانصتوا ، وباحترام غادروا ، غادروا المكان ولم يغادروا الفكرة …غادروا مستوعبين الرسائل ….
#- بالمئات حضروا ، وأعطوا لحضورهم معنى …تفاعلوا مع الحدث ، مع كلمة الكاتب الأول ، مع الشهادات الحية …تفاعلوا وتجاوبوا مع لحظات التظاهرة بتقدير واحترام …انصتوا بحكمة وتابعوا بحكمة …لم يلاحظ اطلاقا ان غادر أحدهم مكانه أثناء اللقاء ، الكل انضبط بمحض إرادته ، الكل التزم …،وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ التظاهرات بمختلف عناوينها ….وهذه ثقافة الكبار ….وهذا سلوك راقي يعكس قيمة ونوعية الحضور ..
#-الحضور كان نوعيا وعظيما ؛ من هنا انتفت مظاهر الرداءة التي تسم التجمعات العامة ؛ صراخ وتهريج ، فوضى وعبث ، تصفيقات عشوائية وزغاريد فلكلورية ، صراخ وشعارات جوفاء ، طقوس الاعراس.واناشيدها…وهذا عنوان انسحاب الجمهور عندما يجبر على حضور لقاءات ليس معنيا بها
الحضور في حدث 13 يناير كان متميزا وواعيا باللحظة ؛ التزم وتفاعل بسمو ثقافي ورقي حضاري…انخرط في الحدث ؛ تصفيقات معبرة وشعارات دالة…الحضور كان معنيا لذا لم ينسحب ، ماديا ومعنويا ، طول مدة اللقاء ؛ وهذا يحدث لاول مرة ….
#- الحضور كان نوعيا وعظيما ؛ حضور الكاتب الأول – أعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ، مسؤولو الاحزاب السياسية …مسؤولو النقابات …الجمعيات المدنية ..فاعلون اقتصاديون ، مقاولون ومهنيون..اطباء ومهندسون…محامون وأساتذة التعليم العالي …رجال ونساء التربية والتعليم …
٣- الاتحاديون والاتحاديات ، كل الاتحاديين والاتحاديات بفاس …انخرطوا بقوة لإنجاح الحدث …
الاتحاديون والاتحاديات ،كل الاتحاديين والاتحاديات ، القدامى والجدد ، الفاعلون والذين أقعدهم الكبر والمرض او الغضب احيانا….الكل كان حاضرا في لحظة تصالح مع الذات الاتحادية ، مع الهوية ، مع الكينونة ، مع الوجود….
٤- تحية احترام وتقدير للكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي بفاس التي نظمت اللقاء – والتي وفرت له كل شروط النجاح ، تحية تنويه بالكاتب الاقليمي ، الاخ والصديق جواد شفيق ..كان النجاح …كان المجد … وتكلمت فاس لغة الاتحاد الاشتراكي …
تحية لكل من ساهم في انجاح الحفل – الحدث ، تحضيرا وانجازا….تحية للرجال والنساء.. …تحية لكل مناضلات ومناضلي فاس ؛ قيادة وقاعدة…
٥- هذه اللحظة / لحظة تكريم الأستاذ النقيب محمد الصديقي برئاسة الكاتب الأول ، تختصر القيم الاتحادية ، قيم المدرسة الاتحادية العريقة والاصيلة ؛ المروءة والشهامة ، الصدق والاخلاص ، الاعتراف والاعتزاز ، النبل والسمو ، الاحترام والتقدير ، الحب والوفاء ، الاستمرار والخلود …
هذه اللحظة / لحظة حضور الكاتب الأول تكريم أحد قيدومي الاتحاد ، تعكس رفعة قيم المدرسة الاتحادية ، المدرسة التي نزعت ، وإلى الابد ، من الاتحاديات والاتحاديين ، الخوف والجبن ، الكذب والنفاق ، الغدر والخيانة ، النكران والجحود ….وزرعت فيهم الحب ، حب الانسان ، حب الوطن ، حب الجمال في ارقى تجلياته ؛ وهذه اللحظة / التكريم نموذج / مثال للوفاء في انقى تعبيراته…
علمتنا المدرسة الاتحادية ان السياسة اخلاق ، وتعلمنا هذه اللحظة / لحظة التكريم ان القيادة اخلاق ؛ اخلاق نبيلة ؛ لا مجال للتسلط والتكبر ، للترفع والتعالي …في المدرسة الاتحادية ، التواضع هو العنوان والصدق سيد الميدان …رسالة جيل لجيل …
هذه اللحظة / التكريم غنية برموزها ، غنية برسائلها ، غنية بدروسها ؛
-ما يجمع بين الاتحاديات والاتحاديين ، ليس فقط علاقات حزبية تنظيمية ، فكرية ايديولوجية …بل إن هذه العلاقات تتأسس ، في البدء ، على العلاقات الإنسانية الرفيعة …تتأسس على الحب والوفاء …الاتحاديون والاتحاديات، أوفياء لشهدائهم ، أوفياء لقادتهم ، أوفياء لمناضليها ، احياء في القلوب والعقول ، بل القلوب والعقول حية بهم …
– الاتحاديات والاتحاديون ، لا يشكلون فقط حزبا ، انهم عائلة ، بنية نسقية ، متماسكة ومتناغمة …قد يختلفون ، يتخاصمون ، يفضبون ، يعتزلون وينعزلون ؛ وهذا حال الاخوة في كل أسرة ،ولكن في وقت العزم والحسم ؛ يلتحمون ويتماهون ، يتجاوزون صغار الامور ليتفرغوا متراصين ومتضامنين لكبائر الأمور وعظائمها ؛ و13 يناير بفاس رسالة بليغة ، واضحة …الاتحاديون والاتحاديات اخوة ورفقة…
– تحية للقائد ، للكاتب الاول الاستاذ لشكر وتحية للكتابة الاقليمية بفاس .. . وتحية لكل الاتحاديات والاتحاديين …عاش الاتحاد الاشتراكي….عاش المغرب …
يتبع
2-جدلية الشكل والمضمون

error: