عاجل: ميليشيات البوليساريو تخرق وقف إطلاق النار بالمناطق العازلة والأنظار تتجه للرباط لمعرفة رد الفعل الرسمي

25٬656

محمد اليزناسني

 فيما اعتبر أول تحرك لميليشيات البوليساريو بعد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، قررت جبهة البوليساريو، في بيان لها عممته بالجزائر، تنظيم استعراضا للقوة  يوم الأحد 20 ماي بالمنطقة العازلة ” تيفاريتي”، وذلك بتنظيم استعراضات عسكرية  فيما تقول عنه أنه ” احتفال بالذكرى ال45 لاندلاع الكفاح المسلح ” على حد تعبيرها.

المثير في هذا التحرك، الذي يضرب عرض الحائط قرار مجلس الأمن الأخير والذي يطلب من البوليساريو عدم القيام بأفعال تهدد استمرار وقف إطلاق النار،أن  ميليشيات البوليساريو دعت “حلفاءها ” من بعض الدول و الجمعيات الأجنبية والشخصيات المساندة لأطروحتها الانفصالية  للحضور إلى المنطقة العازلة وهو ما سيشكل استفزازا حقيقيا ستكون له لا محالة تبعات قد تهدد بتطور غير محسوب في حال لم يتدخل مجلس الأمن لفرض احترام قراراته.

فميليشيات البوليساريو ومن وراءها جنرالات الجزائر تحاول بتحركها هذا قياس رد فعل المغرب بشكل مباشر وأيضا المنتظم الدولي لتبني عليه تحركها في القادم من الأيام،  وفق إستراتيجيتها القاضية بخلق وضع جديد وذلك بتهجير ساكنة مخيمات تندوف ولحمادة من أبناء الساحل وجنوب الصحراء والدفع بهم إلى محاذاة الجدار الأمني بالمناطق العازلة المنزوعة السلاح.

 وتتجه الأنظار لمعرفة رد فعل الرباط مع هذا التصعيد الجديد من قبل ميليشيات البوليساريو وإن كان المغرب سيكتفي فقط بالإدانة والتنبيه وسلوك المسار الدبلوماسي لإثارة انتباه الأمين  العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى المنطقة، أم أن هناك تدابير استعجاليه قد تقدم عليها الرباط لتوجيه رسالة قوية لمن يقف وراء هذه الاستفزازات في إطار سياسة الحزم التي وعد المغرب بإتباعها بعد التطورات الأخيرة بدءا من معبر الكركارات ومنطقة البير لحلو وصولا إلى كشف المخطط الإيراني بالمنطقة بذراع حزب الله .

يذكر أن المخطط الجزائري الذي أفشله المغرب كان قد انطلق من الكركارات عندما دخلت الجزائر مرحلة السرعة القصوى لاستباق مرحلة ما بعد بوتفليقة للتعامل مع ملف الصحراء المغربية خاصة بعد أن فشل حكام قصر لمرادية في احتواء تحركات المغرب في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء وعودة المملكة المغربية بقوة إلى الاتحاد الإفريقي.

فالأخبار الواردة من الجارة الشرقية كانت تؤكد  أن صقور الجيش الجزائري لم يتقبلوا الوضع الجديد الذي فرضته عليهم الديبلوماسية الملكية في البلدان الإفريقية وباتوا مدركين أن الوضع الحالي أكبر من أن يجاروه وهو ما دفع بهم إلى تبني قرار نقل المواجهة على الأرض من خلال خلق وضع إنساني جديد لكسب تعاطف المنتظم الدولي وإحراج المغرب وهو السيناريو الذي كانت قد ظهرت ملامحه من قبل بمنطقة الكركرات  قبل أن يتم نقله إلى منطقة البير لحلو وتيفاريتي بتأطير من حزب الله وبمظلة إيرانية جزائرية.

فقد تم انجاز دراسة ميدانية للمكان الذي تعتزم الجزائر توطين مرتزقة البوليزاريو فيه بعد طردهم من تندوف تحت غطاء نزوح جماعي مفتعل وذلك بالتزامن مع حملة إعلامية مكثفة للتسويق للأمر وكأنه مسيرة شعبية في اتجاه ما تطلق البوليساريو عليه  اسم « مناطق محررة ».

ويقتضي المخطط الجديد أن تقوم جبهة البوليساريو،بالعمل على ماسمته ” إعمار جزء من المناطق العازلة ” ببناء بعض المخيمات هناك لإيواء عدد من المحتجزين في مخيمات تندوف ولحمادة وتزعم الجبهة الانفصالية أن التوجه نحو  تنفيذ مشروع بناء مخيمات، في هذه المنطقة بالذات، يمر عبر  جسور للتنسيق  مع الجزائر وموريتانيا والهيئات  الدولية من أجل إيجاد الدعم اللوجستيكي، من خلال المساعدات الإنسانية، لتوفير السكن وغيره .

لكن يبدو أن هذا المشروع الجزائري الذي تم نسفه من قبل المغرب لم تتخلى عنه ميليشيات البوليساريو، وهي بمناوشاتها الجديدة تحاول جس نبض مجلس الأمن ولكن بالخصوص نبض المغرب لمعرفة إن كانت مغامرتها بمحاولة تغيير الوضع على الأرض بالمنطقة ستمر بسلام أو على الأقل بتحقيق “انتصارات” على أرض الواقع مع العلم أن جل التقارير تفيد أن لغة الانفصاليين  بالعودة إلى حمل السلاح  لم تعد ذات معنى بالنظر الى بنية البوليساريو وتركيبتها المصلحية وإدراكها أنها تخوض نزاع بالوكالة عن الجزائر ليس إلا.

error: