بعد وضع مواطنة حامل بدار المسنين بخنيفرة: اعتقال زوجها بسبب تخليهما عن أطفالهما الثلاثة في الشارع وعليهم أثار تعنيف

218٬226
  • أحمد بيضي

بعد وضع زوجته بدار المسنين، بخنيفرة، وهي حامل ومريضة نفسيا، أكدت مصادر عليمة نبأ إيقاف زوجها بعد أسبوع كامل من البحث عنه، وذلك إثر إقدام هذين الأبوين على التخلى عن أطفالهم الثلاثة، والاختفاء عن الأنظار، تاركين أطفالهم في الشارع العام، قبل قيام السلطات المحلية والمصالح الأمنية بنقلهم، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، إلى “مركز للا أمينة لرعاية الطفل والأم”، بخنيفرة، حيث جرى إيداعهم قسم الأطفال المتخلى عنهم، وقد لقيت قضيتهم تعاطفا واسعا بين المغاربة فور تقاسمها على منصات التواصل الالكتروني والإعلامي.

وفي ذات السياق، كشفت مصادرنا عن تفاصيل عملية إيقاف والد الأطفال الثلاثة، إذ بعد علمه بوجود أطفاله ب “مركز للا أمينة لرعاية الطفل والأم”، حاول الالتقاء بهم لغاية ما هي في طور التحقيق، إلا أن أطفاله أصيبوا بنوبات من الذعر والخوف عند أول نظرة له، ليصل خبره للشرطة التي أوفدت عناصر منها لعين المكان، حيث حاول الرجل الفرار باستعمال حافلة للنقل الحضري، لكنه وقع بيد الشرطة، وتم إيداعه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة ويتابعه وكيل الملك شخصيا.

وبينما تقرر مثول الأب المذكور، في حالة اعتقال، أمام القضاء في جلسة الاثنين 13 نونبر 2023، يبدو أن قضيته تفرعت منها عدة قضايا، منها كونه من ذوي السوابق القضائية، وحصوله من “طبيب مختص معروف” على شهادة طبية تزعم أنه مصاب بأمراض عقلية ونفسية، في حين أنه ظهر أمام المحققين بعقل ولسان سليمين، لينضاف ذلك إلى الحالة التي كان عليها أطفاله، لحظة نقلهم لمركز الرعاية، وعلى أجسادهم أثار إيذاء عمدي وعنف وكي وضرب، وهي أفعال أنكرها الأب مقابل اتهام زوجته بها.

ولم يفت وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة إصدار تعليماته للشرطة قصد القيام بالتحريات اللازمة في تفاصيل تعرض الأطفال الثلاثة للعنف والأذى، والاستماع لوالدتهم المتواجدة بدار المسنين، وهي حامل، لأجل الحصول منها على بعض المعلومات التي تتطلبها مجريات التحقيق في ملف القضية، فيما تم إيداع الأب السجن المحلي بعد متابعته بتهم تجمع بين الإهمال والتخلي عن الأطفال في الشارع العام، وسوء المعاملة والعناية بهم، وحرمانهم من التغذية، وإعطاء قدوة سيئة لواجب الأبوة.  

وكانت قضية الأطفال الثلاثة (ذكران وأنثى تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات) قد هزت الرأي العام الإقليمي والوطني، بعد أن تخلى عنهم والدهم ووالدتهم، وشوهدوا وقتها وهم في وضعية صعبة يفترشون رصيف حديقة صغيرة وسط “حي بام”، بخنيفرة، ذلك قبل ساعات قليلة من انقلاب المكان إلى حالة استنفار وتجمهر للمواطنين، وبعدهم حضور عناصر من السلطة المحلية والشرطة التي عملت على نقل الأطفال المشار إليهم في حينه صوب المركز السابق ذكره لتلقي الرعاية اللازمة، في أفق عرضهم على قاضي الأحداث.

وكانت الأسرة، المنحدرة من الريصاني، تستأجر منزلا بسيطا جدا ب “حي الكورس”، وبين الفينة والأخرى كان الزوج يعجز عن توفير مبلغ الإيجار بسبب ضيق الحال وغلاء المعيشة ومتطلبات الأطفال، وكلها معاناة انضافت بثقلها لمحنته مع حالة زوجته التي تعاني من اضطرابات نفسية تجعلها تطلق صرخات لا إرادية طول الليل، وهو الوضع الذي اشتكى منه الجيران قبل صاحبة المنزل التي دخلت مع الزوج في مفاوضات أفضت لقبول خيار الإفراغ، حيث لجأ الزوج لأحد الوسطاء العقاريين لمساعدته في إيجاد سكن في مستوى ظروفه دون جدوى.

وسبق لشهود عيان أن ذكروا رؤيتهم للزوج والزوجة، رفقة أطفالهم الثلاثة، وهم يفترشون أحد الأمكنة العمومية، الأمر الذي لم تقبل به السلطة، بناء على شكاوى المحيطين بهذا المكان، وخلالها لم يكن الوضع هينًا، لا على الزوجين المعوزين، ولا على الأطفال الثلاثة، ليتفاجأ الجميع باختفاء الأب الذي صدرت في حقه مذكرة بحث، وبعده اختفت الأم وهي حامل ومريضة نفسيا، قبل العثور عليها ووضعها بدار للمسنين، حسب التحريات المنجزة في شأن ملف القضية الصادمة التي كان بديهيا أن تستقطب اهتمام الرأي العام.

error: