أطلقت خمس جمعيات عاملة في مجال الصحة والطفولة حملة تحسيسية بمناسبة اليوم لعالمي للمرأة، من أجل التشجيع على تلقيح طفلات ويافعات اليوم اللواتي هن نساء الغد، ضد أحد السرطانات الفتاكة التي لها تبعات جد وخيمة صحيا واجتماعيا، ويتعلق الأمر بسرطان عنق الرحم الذي يحتل المركز الثالث في قائمة السرطانات الأكثر إصابة للنساء.
وأكدت الجمعية المغربية للعلوم الطبية، و»أنفوفاك المغرب»، والجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، إلى جانب الجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، على أن طفلة ويافعة اليوم هي امرأة الغد، التي هي نصف المجتمع والعمود الفقري للأسرة، مشددة على أنه نظرا لاستمرار حضور سرطان عنق الرحم بقوة محتلا المركز الثالث في قائمة السرطانات الأكثر إصابة للنساء، فقد قررت بمناسبة الثامن من مارس، مناشدة الفاعلين الصحيين، الرسميين والمدنيين، وباقي القطاعات الحكومية في التربية الوطنية والرياضة وقطاع الشباب والأسرة والتضامن، ومعها مكونات المجتمع المدني، وممثلي الصحافة الوطنية المرئية والمسموعة والمكتوبة، الورقية والرقمية، للعمل الجماعي ومساهمة كل طرف من موقعه وبالإمكانيات المتوفرة له، في رفع معدلات التحسيس والتوعية بأهمية التلقيح ضد هذا النوع من السرطانات، الذي تم إدراج اللقاح المضاد له في البرنامج الوطني للتمنيع بالمجان منذ أكتوبر 2022.
وتعليقا على الموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس «أنفوفاك المغرب» في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن البرنامج الوطني للتلقيح المعتمد في بلادنا هو جد متميز ويضاهي برامج التلقيح في دول متقدمة، مؤكدا على أن التلقيح ضد الأمراض المختلفة بشكل عام يعتبر خطوة ضرورية لمواجهة الأمراض وتداعياتها الوخيمة، مشددا على أن المجهود الذي يتم بذله من أجل توسيع سلّة اللقاحات، غايته المساهمة في تجويد الصحة العامة وتوفير شروط الوقاية الصحية كاملة.
وأبرز الدكتور عفيف أن تطويق انتشار سرطان عنق الرحم والتقليص من معدلاته شكّل هاجسا لمدبري الشأن الصحي في بلادنا، الذين أولوا أهمية كبرى لهذا الموضوع وهو ما أفضى إلى إدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم في أجندة التلقيح للحدّ من تداعياته الخطيرة، على الفرد والمجتمع، عضويا ونفسيا، ماديا ومعنويا، إذ بات متوفرا بالمجان في المراكز الصحية العمومية، كما أنه يمكن التوجه صوب عيادات الأطفال بالقطاع الخاص، لمن يرغبون في ذلك لتلقيح طفلاتهم وحمايتهن من هذا المرض الفتاك.
وكانت الجمعيات المنظمة لهذه الحملة التواصلية والتحسيسية قد أكدت في بلاغ لها، على أن التلقيح يعتبر مسؤولية جماعية للوقاية والحفاظ على الصحة، حيث اعتبر الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة على أن هذه الرسالة تجد أساسها اليوم في الحالات التي شهدتها بلادنا مؤخرا في علاقة بمرض الحصبة، مشددا على أنه متى تم التخلّف عن تلقيح الأطفال بشكل خاص، وكل الفئات المعنية بشكل عام، باللقاحات الأساسية، فإن الأمراض ستعود للظهور من جديد وبدرجات متفاوتة الخطورة.