محمد الحاجي
الخميس 4 أبريل 2024 - 01:53 l عدد الزيارات : 10434
محمد حاجي
تناسلت التعليقات والمنشورات حول فيديو الدركي الذي نزع كاميرا التصوير لسائح انجليزي ،وكثر القيل والقال، ماشاهدته وما قرأته مرعب لحد كبير ، هذا المنسوب من الحقد والكراهية تجاه رجال الدرك و الأمن ألم يحن الوقت لإعادة النظر فيه..
لنسائل أنفسنا من هم هؤلاء؟ … أليسوا أبناؤنا ، إخواننا ، آباءنا ، زوجاتنا … لا أدافع هنا عن مخالفة القانون ، لكن ألم يكن حريا بنا طرح السؤال عن برودة دم الإنجليزي وهو يسير نحو الدركي و كأنه يصور عيد ميلاد صديقته ، هل لهذه الدرجة يستصغرنا القادمون عندنا وكأننا حديقة خلفية لبلدانهم فيها ما يهيح نوستالجياتهم عن إنسان ما قبل التاريخ؟ متى سيفهمون أن إفريقيا كما قال المرحوم الحسن الثاني المحطة التي و لابد سيقف عندها قطار الأروبيين يوما ، ألم يكن الدركي الواقف هناك في منتصف يوم رمضاني يمثل سلطة دولة لها سيادتها و كرامتها .
لا أكتب هنا لارضاء أصدقائي و أقاربي من الأمن و الدرك ، ولكن سأتوجه إلى بعض متسولي الجيمات ، وإلى بعض الذين طالما جالستهم في مقاهي أو محافل و مناسبات ، فكانت أحاديثهم عن إنجاز واحد ووحيد يرصعون به تاريخهم البائس … بهدلت واحد الجادارمي … بهدلت واحد البوليسي … أنت بهذا الكلام تجعلني أنظر إليك بإشفاق واحتقار كونك تبهدل نفسك !!!
نحن أيها السادة نتحدث عن دولة ، لها مؤسساتها ، وحينما يرتدي الأمني اأو الدركي بذلته الرسمية ، فهو لم يعد يمثل نفسه ، و إنما يمثل هبة دولة بمن فيها أنا و أنتم، و ياما شاهدنا أبناء وطننا الحبيب يتطاولنا على دركي و شرطي بعد أن أصر الأخير على تطبيق القانون .. هذه بالدار البيضاء تصفعه و هذا بالرباط يتعمد دهسه وهذا يطلب منه التكلم بالهاتف مع “سيده”..
على الجميع قادمون أو ماكثون أن يعلموا علم يقين أننا في دولة ذات سيادة وذات تاريخ وحاضر وبدستور متقدم و قوانين صارمة لا تستثني أحدا،و على الجميع أن يحترم حدود حقوقه ويلتزم واجباته…
إن الشرطي والدركي والقاضي و المواطن البسيط كل يمثلنا جميعا فصدى كرم رجل في أعالي جبال الأطلس يمثلني و صرامة تطبيق القانون تحميني وهبة الدولة وسيادتها من قوتي ومني وإلي كمواطن يتنفس هواء المملكة المغربية.