توقيع كتابين للمخرج بشتى المشروح في الدورة الثالثة بمهرجان “سينما الواقع” بطنجة

8٬483

أمينة بركات

تم توقيع كتابين للمخرج والباحث في قضايا الفن السابع الدكتور بشتى المشروح، تحت عنوان  “تاريخ السينما في المغرب: من أواخرالقرن التاسع عشر إلى سنة 1912″، وذلك في إطار مهرجان سينما الواقع الذي نظم بطنجة من 24 إلى 28 أبريل 2024، كانت ضمن الأنشطة الموازية.

بالنسبة للبحث الذي جاء في هذا المؤلف الجديد، أبرز الدكتور بشتى المشروح أهمية السينما باعتبارها وسيلة قادرة على رصد الحياة العامة للإنسان ومحيطه، وتحويلها إلى عمل إبداعي يرتكز على مقومات أساسية منها ما هو واقعي ورمزي وخيالي أيضا.

الكتاب عبارة عن بحث أكاديمي دقيق يتوفر على معطيات أساسية ومعززة بوثائق تاريخية، كما يحتوي على معلومات شيقة ومثير غير متداولة بشكل عام للتعريف بها لدى المهتمين بالفعل السينمائي والعاملين في  هذا المجال.

 وكنموذج عن ذلك، سلط الياحث والكاتب الضوء على السلطان مولاي عبد العزيز، باعتباره  أول من  وقف وراء الكاميرا كمخرج، لالتقاطه بعض الصور الخاصة به وبحريمه داخل القصر، ويبدو من خلال البحث أن السلطان استهوته الكاميرا وكل ما يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي إلى درجة أ ن الشعب المغربي آنذاك لم يرق له هذا التوجه الفني الذي سلكه السلطان، خوفا من أن يبعده ذلك عن شؤون الدولة، فضلا عن تأثره بأسلوب الفرنسيين في الحياة، خصوصا على مستوى اللباس..

پالاضافة الى معلومة هامة جدا قد تغيب عن المهتمين بالسينما، وهي : ان  طنجة  الواقعة في شمال المغرب تعتبر اول مدينة مغربية، تتوفر على قاعة  مجهزة للعروض السينمائية وذلك سنة 1911.

لم تستمر الوضعية التي سطر لها الفرنسيون الذين كانت لهم اطماعا لاحتواء المغرب وضمه تحت سيطرة الحكم الفرنسي، وبالتالي عندما اعتلى مولاي عبد الحفيظ العرش مكان أخيه السلطان مولاي عبد العزيز، حاول طمس كل العلاقات التي تربط أخاه بالفرنسيين، وإيقاف الاهتمام بالسينما التي لا تعني له شيئا، كما اعتبر مولاي عبد الحفيظ تصوير حريم السلطان داخل القصر، وفي مكان خاص ومحصن لا يجوز للغرباء الاقتراب منه خطأ فادحا وقع فيه مولاي عبد العزيز..

جدير بالذكر أن هذا البحث مرجع للاستمرار في النبش عن خصوصيات السينما والمجتمع، علما أن هناك إضاءات تساهم في دفع الشباب إلى الاهتمام بالفن السابع والتعمق في التنقيب عن أهم المحطات في تاريخ ميلاد السينما الذي يعتبره الكثير من المهتمين والفاعلين أن بدايتها في المغرب مرتبطة بالمخرج محمد عصفور، و لم يكن لها وجود قبل هذا التاريخ، وبعده ارتبطت بأشخاص معينين، اذ  لم تكن هناك سياسة تنظم هذا المجال علما أن هذا الفن يعتبر وسيلة لاختراق المجتمع.. كمثال يتجلى هذا بالخصوص في نظام الاسواق الأسبوعية التي تقام في أطراف المدن لتصبح مجالا يستغله المستعمر لتقصي الأخبار وتحركات المقاومة بالمناطق البعيدة لصعوبة الوصول اليها، وهنا تكمن أهمية الاسواق لانها تتيح فرصة اللقاء والتعرف في فضاء يفضح أسرار الحياة اليومية للمجتمع.

نقطة أخرى تضاف لهذا المهرجان الفتي الذي يبحث عن وضعية صحية تضمن له الاستمرارية وهي الحضور الكثيف للجمهور في نقاش الأفلام ضمنهم أطفال يمثلون السينفيليين القادمين الذين تحتضنهم و تكونهم جمعية اسود الشمال للثقافة والفن، ويبدو هذا من خلال المشاركة الفعلية لهؤلاء الأطفال والشباب سواء على مستوى التنظيم او النقاش الذي يدور حول الأفلام المعروضة في مهرجان “سينما الواقع بطنجة”

error: