معرض النحت على الصلصال لتلاميذ مؤسسة سوبريني الألفة: من التعلم إلى الخلق و الإبداع

17٬955

نوال بزاري

نظمت مؤسسة سوبريني الألفة بالدار البيضاء ، صبيحة يوم السبت الثاني من يونيو الجاري بقاعة عروضها، معرضا للفنون التشكيلية تم فيه عرض لوحات مرسومة بالمواد الطبيعية و تحف منحوتة بالصلصال أبدعتها أنامل تلاميذ السنتين الأولى و الثانية من السلك الإعدادي الثانوي بمهارة كبيرة، مستلهمين إبداعاتهم من الأعمال العالمية. وقد حضر حفل افتتاح المعرض، آباء و أولياء التلاميذ و الأساتذة المشرفين على الأوراش الفنية و أسرة التعليم و إدارة المؤسسة .
و جوابا عن سؤالنا عن أهمية المعرض ، صرحت لنا السيدة السعدية الجداوي المسؤولة عن الحياة المدرسية بالمؤسسة، ” أن الطاقم التربوي و البيداغوجي يعي الدور الكبير الذي تكتسيه مختلف الفنون التشكيلية في تربية المراهق و إعداده من أجل الانخراط في الحياة العامة و تمكينه من اكتسابه لمهارات و خبرات تساهم في بناء شخصيته على النحو الأقوم ، لذلك دأبت المؤسسة على الاهتمام بالأنشطة الثقافية و الفنية لأن المراهق يتعلم و يرتقي من خلال هذه الأعمال ثم أن المهارات و الخبرات التي يتعلمها هي قاطرة لتنمية ملكاته التفكيرية و تحمل مسؤولياته الاجتماعية و تجويد حصيلته الثقافية، كما أنه من شأن ذلك تشجيع التلاميذ على التلقائية و الاستقلالية. لهذه الأسباب مجتمعة ، يتم إدراج مادتي الرسم و النحت في البرنامج الدراسي، و تتويجا لاجتهاد التلاميذ في الخلق و الإبداع جاءت فكرة تنظيم هذا المعرض”.
وقد أشرف على ورشتي النحت بواسطة مادة الصلصال و الرسومات بمواد طبيعية كالزعفران و الحناء و مواد أخرى أستاذ مادة الفن التشكيلي محمد ايت الصغير و على ورشة الرسوم التي اهتمت في جل مواضيعها على الخصوصية المغربية الأستاذ حفيظ العباية.
و في استفسار لنا عن طريقة الاشتغال مع التلاميذ ، يقول الأستاذ محمد أيت الصغير ” أن الغاية الأساسية من تدريس النحت الذي يعتبر فن تجسيدي هو تعليم التلاميذ تقنيات جديدة ترتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد باستعمال الصلصال كمادة أساسة وقد اختار كل تلميذ الموضوع الذي يشتغل عليه سواء كان مجسم لإنسان أو حيوان أو أشكال تجريدية. وقد قام التلاميذ بمحاكاة أعمال و إبداعات عالمية اتخذوها كمراجع ، بالاعتماد على تقنيات قمنا خلال السنة الدراسية تلقينها لهم و تعليمهم كيفية استخراج الموضوع بعد رسم المجسم ، و بعد ضبط الشكل العام ينطلق التلميذ إلى ضبط الجزئيات و التفاصيل وهنا يبرز التدخل الفردي لكل طالب، كل حسب شخصيته الفنية وذوقه و إبداعاته، فكانت الأعمال نابضة بالحياة و الحركة و الحيوية وقد تحقق لديهم أعمال بحركات انسيابية فكل مجسد يتحدث عن نفسه بلغة تختلف تماما عن لغة مجسد آخر”.

error: