مراكش بين اختناق الاجراءات الامنية وارتباك العجز في البنيات الصحية

16٬045

 مراكش: محمد المبارك البومسهولي

مراكش تعيش اختناقا شديدا ليس من خطورة الوباء اللعين كوفيد 19 فحسب ولكن من جراء الارتباك الحاصل لدى المسؤولين في مواجهة هذا الوباء،  فبينما تعلن السلطات عن إجراءات مشددة لمواجهة الوباء كإغلاق منافذ بعض الأحياء كما يروج لذلك غير أنك تجد ان المقاهي مليئة بنسبة تفوق الخمسين في المائة دون تباعد او الالتزام باجراءات السلامة، نفس الشيء في الاسواق، الكثيرون لا يبالون وكأننا نعيش وضعا عاديا..

كثيرون أيضا أحسوا بالخطر المحدق بالمدينة الحمراء أمام ارتباك المسؤولين في غياب وسائل العلاج وضعف إمكانات مستشفيات مراكش بل عجزها الكبير، ونموذج مستشى ابن زهر ( المامونية) وصرخة أطره الطبية والتمريضة والأوضاع المأساوية لدليل صارخ على أزمة الصحة ببلادنا و العديد من القنوات الدولية نقلت وقائع الفضائح الصحية وعجز المغرب على مواجهة هذا الوباء رغم المجهود المبذول في البداية غير أن ضعف البنيات التحتية في المجال الصحي سرعان ما بينت الهشاشة التي يعاني منها المغرب عموما ومراكش خصوصا كمدينة ذات البعد العالمي من حيث أنها تعد إحدى الوجهات السياحية الكبرى دوليا.. ولو حدث هذا في دولة تمارس في سياستهاالديمقراطية بالفعل لقدم وزير الصحة استقالته..

كثيرون أيضا التجؤا الى المواقع الاجتماعية يستغثون، يصرخون، من ينقد مراكش؟؟؟!!

اغيثوا مراكش..  مراكش في خطر؟؟ إلى متى تبقى مراكش سجينة الاغلاق والفساد ؟ 

اوقفوا النزيف فمراكش مينة وليست ريف… والكثير من الاوصاف والتعابير والنداءات، وكثير ايضا من السخرية إزاء وضع لمدينة كبيرة كان يجب ان تلقى العناية التي تناسب عمقها الحضاري والإنساني..

مراكش اليوم محاصرة بفعل الاغلاق التام او الجزئي لبعض احيائها حيث قامت السلطات كحل وحيد تتوفر عليه وهو إغلاق المنافذ المؤدية إلى 12 حيا بالمدينة، وتكثيف مراقبة التنقلات من طرف السلطات العمومية بمداخل ومخارج المدينة، وإغلاق المنافذ الهامشية التي تحول دون إخضاع كافة المسافرين لمراقبة تراخيص التنقل الاستثنائية قصد الحد من تفشي جائحة كورونا بين ساكنة المدينة ويتعلق الأمر بكل من:

 حي قرماش “أليكرو” بمنطقة الحي العسكري، دوار بوشارب بالحي الحسني، شارع المصلى وحمان الفطواكي بسيدي يوسف بن علي، أزلي الجنوبي 2، ديور السعادة بدوار إزيكي، جزء من شارع التقدم بمنطقة الحي المحمدي، جزء بعرصة الملاك بالملحقلة الادارية باب تاغزوت، درب تودغا بالملحقة الإدارية باب دكالة، منطقة الزهور بمقاطعة النخيل، دوار بلعكيد بجماعة واحة سيدي ابراهيم، زقاق في حي المحاميد وجزء من حي الأفاق بجماعة سعادة.

اجراءات الاغلاق هي مجرد حواجز غالبا لا تؤتي اكلها بفعل ان الكثيرين يتفادونه من خلال البحث عن منافذ تبعدهم عن الحواجز الأمنية.. وبالتالي مراكش مختنقة وخطر الوباء يتفشى بشكل كبير والمسؤولون امام ضعف البنيات الصحية في ارتباك شديد والسكان بين من يصرخ وبين غير مبالي..

error: