فضيحة تهريب جهاز طبي من مستشفى خنيفرة، وعرضه للكراء، تجر طبيبا وسائقا للتحقيق والقضاء

• أحمد بيضي

تفجرت فضيحة “اتجار” في معدات طبية خاصة بالمركز الاستشفائي الإقليمي، بخنيفرة، بعد أن أمر وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، حاتم حراث، بوضع طبيب وسائق سيارة إسعاف خاصة رهن مسطرة البحث والاستماع، على خلفية عملية “اتجار في جهاز للتنفس الاصطناعي”، في أجواء مشبوهة ظلت طي الكتمان إلى حين انكشاف الأمر إثر خلاف حدث بين الأطراف المشتبه بها ومواطنة كانت قد حصلت على الجهاز الطبي المذكور، عن طريق استئجاره مقابل مبلغ مالي، لفائدة والدها الذي كان يعاني مشاكل تنفسية قبل وفاته التي أماطت الغطاء عن المستور.

وبتعليمات صارمة من النيابة العامة المختصة، سارعت عناصر من الشرطة القضائية بخنيفرة إلى مداهمة مسكن المواطنة المشار إليها بأحد الأحياء بقلب المدينة، حيث تم حجز “جهاز التنفس الاصطناعي” الذي تأكدت ملكيته للمركز الاستشفائي الإقليمي بخنيفرة، وقد تم عرضه على المواطنة المعنية بالأمر مقابل مبلغ 1500 درهم على رأس كل شهر، بعد توهيمها بأن هذا الجهاز يخص محلا للأدوات واللوازم التمريضية يسيره شخص معروف، ذلك في سبيل كسب ثقتها عبر استغلال الظروف الصحية التي يمر منها والدها المريض.

ولم يكن منتظرا أن تأتي وفاة والد المواطنة بما يشبه الرياح التي جرت بما حطم السفن، حيث حدث أن وقع خلاف قوي بين “السائق” والمواطنة التي رفضت إعادة الجهاز قبل الجلوس إلى طاولة الحساب على أساس أن هذا الجهاز صار في ملكيتها لكون مجموع “الدفوعات الشهرية” التي ظلت تدفعها بانتظام على مدى ما يقارب السنة يشفع لها بامتلاكه، الأمر المحرج الذي خرج بالفضيحة إلى العلن، وكشف عن عملية تهريب الجهاز لسوق الكراء في ظروف مثيرة للغاية، قبل وصول ملف القضية لمكتب وكيل الملك الذي أصر على التحقيق في ملابساتها.

وبينما تدل المؤشرات على احتمال إيفاد لجنة تفتيش من وزارة الصحة، ينتظر الرأي العام المحلي انتهاء مجريات البحث التمهيدي مع المشتبه فيهما، السائق، وكذا الطبيب الذي يملك سيارتي إسعاف خاصة، منها واحدة يعمل السائق المذكور سائقا لها، مع التحقيق في خفايا تهريب جهاز التنفس من المركز الاستشفائي، وفي حيثيات دخول المواطن المتوفى المستشفى، ومغادرته إياه بعد حوالي عشرة أيام بدعوى استعصاء حالته على العلاج، ومن المحتمل أن تتسع التحريات للتأكد من سلامة تجهيزات ومستلزمات المستشفى من التهريب والمتاجرة.