مجلس المنافسة:سوق الكهرباء غير منتظم ويعاني من غياب الشفافية
التازي أنوار
كشف مجلس المنافسة، أن سوق الكهرباء بالمغرب يعرف تطورا غير منتظم، ناتج عن غياب الاستمرارية في تفعيل الاصلاحات الملتزم بــها، مشيرا إلى أن ســوق الكهربــاء عرف سلســلة مــن القــرارات والتــدابير بمعالجــة إشكاليات ظرفــية، مترتبة عن غــياب الاستمرارية في تنفــيذ الاصلاحات الملتزم بها.
وأوضح المجلس في تقريره حول وضعية المنافسة في قطاع الكهرباء وآفاق تطويره، أن النظام الاداري مفكك لســوق الكهربــاء، ترتب عنه تعــدد المتدخلين وإطـار تنظيمي غير مكتمل وتعريفة مقننة، مشيرا إلى عدم فعالية تنظيم السوق بسبب تعدد المتدخلين، وإطار قانوني غير مكتمل ولا يحفز كثيرا على تطوير عرض الكهرباء. مسجلا أن تعريفة مقننة تحول دون النهوض بسوق الطاقة الكهربائية المتجددة الحرة.
كما سجل التقرير، الارتفــاع المســتمر لعـرض الكهرباء، مما مكن من مضاعفة القدرات المنشأة خلال العشر سـنوات الماضية مع ارتفاع مساهمة الطاقات المتجددة، بالاضافة إلى التحكـم الكلي للمكتـب الوطنـي للكهربـاء والماء الصالـح للشرب في الشـبكة الكهربائيـة الوطنيـة
للنقل، وغــياب الــشفافية في شروط الولوج إليها، كما أن شـبكة توزيـع الكهربـاء يجـري إعـادة هيكلتهـا ويهيمن عليهـا حاليـا المكتـب الوطنـي للكهربـاء والماء الصالح للشرب في الوسطين القروي وشبه الحضري، وشركات التـدبير المفوض ووكالات التوزيع في الوسط الحضري.
وأشار التقرير، إلى أن سـوق كهربـاء حـرة انطلاقـا مـن مصـادر الطاقـات المتجـددة خاضعـة لحواجـز دخـول قويـة تحول دون النهوض بها، كما أن هناك تقليص ضبط السوق الحرة وتسجيل بطء في التنفيذ.
ولاحظ التقرير، أن المكتـب الوطنـي للكهربـاء والماء الصالـح للشرب فاعـل تاريخـي ومهيمن على سـوق الكهربـاء بأدوار ومـهام متناقـضة تـكرس هشاشة وضعيـته المالية، موضحا أنه لا يمكن تقويم الوضعية المالية للمكتب وتحسين الشفافية في سوق الكهرباء الوطنية دون إعادة النظر في منظومة تحديد التعريفة الحالية، واعتبر أن المنظومة الحالية تتسم بطابعها الثابت الذي لا يجسد تكلفة السعر الحقيقية، ويقوم على آلية تكافؤ الإعانات المتبادلة بين أشطر الاستهلاك. وأكد المجلس أن تطبيق النموذج القائم على شفافية منهجية تحديد الأسعار المدعمة بمساطر واضحة لمراجعتها يكتسي مسألة ضرورية لتنزيل أهداف إصلاح السوق وتشجيع ترشيد الاستعمالات.
ويرى مجلـس المنافسـة، ضرورة إعـادة النظـر بعمـق في النمـوذج الحـالي بهـدف تحريـك
عجلـة المنافسـة في سـوق إنتـاج الكهربـاء، وتوسيـع وتيرة إنجـاز الاصلاحـات التـي تـم إطلاقهـا. ويتـم ذلـك بواسطة نموذج هدف، يتقاطع مع التوجيــهات الملكية الــسامية ويعزز فعااـية سير الــسوق.
