جزائري انتحل صفة “داعية مغربي من سلالة النبي” يقع في قبضة أمن ماليزيا

خدع الناس وأسس طائفة متطرفة

95٬413
  • أحمد بيضي
في فضيحة دولية جديدة، فجرت وسائل إعلام ماليزية، ومن بينها صحيفة “مترو هاريان” وصحيفة “ديلي مترو”، ما يؤكد أن سلطات هذا البلد الأسيوي تمكنت من توقيف شخص محتال ظل يدعي أنه “داعية مغربي”، ويقدم نفسه بكونه “شريف مغربي من سلالة النبي محمد عليه السلام”، و”حفيده الثامن والثلاثين”، إلى أن دفعت الشكوك بالشرطة الماليزية بتسليط أضواء مجهرها على أنشطة وتحركات هذا الشخص المعروف بين أتباعه الماليزيين بلقب “المولى محمد أمين” أو “الحبيب”، ليتضح، من خلال التحريات والأبحاث، ومن الاتصالات بوزارة الخارجية المغربية، أن الرجل “جزائري يحمل الجنسية الفرنسية الجزائرية”، ولا علاقة له لا بالمغرب ولا بالسلالة النبوية.
وبعد تعميق البحث في ما يزعمه هذا الشخص، وقفت الشرطة الماليزية على أن المعني بالأمر، واسمه الحقيقي “محمد أمين أوراج”، وليس كما قدم نفسه للماليزيين باسم “الحبيب محمد أمين”، هو مزداد في الرابع من دجنبر عام 1984 بالجزائر العاصمة، قبل انتقاله مع عائلته إلى فرنسا، ليعود إلى الجزائر لمتابعة دراسته الدينية في جامعة “أدرار”، فيما تقول بعض المعطيات أنه زار المغرب خلال أكتوبر 2006 وزوجته مغربية، وأنه حاول استبدال اسمه، بنية مبيتة، من “أوراج” إلى “الإدريسي”، وبعدها اختار التوجه للديار الماليزية التي احتفلت بوصوله وسط إقبال وترحاب غريبين، واحتضانه في عدة مناسبات رسمية ودينية بصفة “داعية ومتصوف مغربي”.
وقد تمكن الدجال الجزائري، بمناوراته الذكية، من إدارة مدرسة دينية في سيلانجور، ومن خلالها شرع في تشكيل “طائفة متطرفة”، وممارسة عدة أنشطته مشبوهة بغاية جمع الأموال والتبرعات، من المواطنين وبعض الهيئات، وبشكل احترافي من النصب والاحتيال، بل أنه تمكن من خداع بعض رجال الدين والمتصوفين المغاربة وهم يقعون في شباكه عبر مساعدته في توسيع نفوذه وجلب أتباعه تحت اسم “الحبيب”، وكاد أن ينفذ في حياة الإندونيسيين كذلك، فيما أوردت معلومات الشرطة أن الرجل قام، رفقة أتباعه، ب “اقتناء قطع أرضية، إحداها بالقرب من مدينة “مالاكا” السياحية، وأخرى كان الرجل ينوي تحويلها لقرية دينية على أساس أن يكون حاكمها”.
وفور افتضاح أمر المحتال الجزائري الذي كان يحاول “إعداد أتباعه وطائفته من الماليزيين لآخر الزمان”، أسرع وزير الشؤون الدينية الماليزي، محمد نعيم مختار، لدعوة المواطنين الماليزيين إلى “عدم الانجرار نحو أي شكل من أشكال التعصب الديني والطائفية التي يدعو لها المواطن الفرنسي الجزائري”، فيما أعلن نفس المسؤول الحكومي أن “إدارة الشؤون الدينية، التابعة لرئيس الوزراء، ستعمل بجدية ومسؤولية، وبشكل وثيق، مع السلطات الدينية الإسلامية والشرطة للتحقيق في ما تم الكشف عنه لوسائل الإعلام”، وقد كان المحتال الجزائري يعمد إلى اعتمار رأسه بعمامة وإحاطة مجلسه بالأتباع من كل جانب، ويركب الخيل لتمويه الناس بما يقدمه من “تبريكات”.
ويذكر أن المعني بالأمر كاد أن يخلق أزمة ديبلوماسية بين ماليزيا والمغرب، إلى حين قامت السلطات الماليزية بمراسلة نظيرتها في المغرب طلبا لما ينبغي من المعلومات بشأن الرجل، ولم تتأخر الأخيرة في الرد بما يفيد أن هذا الشخص “ليس مغربيا على الإطلاق”، ولم يكن متوقعا أن تتسرب مراسلة السلطات الماليزية إلى العلن، وتفضح هوية المعني بالأمر، ما حمل الخارجية الماليزية، خلال الأيام الأخيرة، إلى إصدار بيان تعبر فيه عن “استنكارها لعملية تسريب هذه الوثيقة الدبلوماسية التي كان من المفترض أن تحاط بالسرية”، مؤكدة أن “الخارجية الماليزية تحرص باستمرار على الحفاظ على الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الصديقة”.
error: