أكد فاعلون في القطاع الصيدلاني في تصريحات للجريدة، أن كل الأدوية تؤدي إلى تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، مشددين على أن نسبتها، ودرجة خطورتها، وحدة تداعياتها، ترتفع بشكل أكبر حين الاستعمال العشوائي والمتكرر لها، في غياب توجيه طبي وصيدلاني يؤطر و يعقلن خطوة تناول هذه الأدوية باختلاف أنواعها ومجالات صرفها.
وشدد عدد من المختصين الذي اتصلت بهم الجريدة على خلفية عودة تداول منشورات تتحدث عن خطورة تناول بعض الأدوية التي قد تتسبب في جلطات دماغية، على أن ما تم تداوله ليس بالأمر الجديد، ويهمّ أدوية تصرف لعلاج الزكام و الأنفلونزا وباقي الأعراض المصاحبة، مؤكدين على أن هاته الأدوية المتحدث عنها والتي تم تقاسمها على تطبيقات التخاطب الفوري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لم يتم منع صرفها في أي دولة إذ تواصل حضورها في رفوف الصيدليات، شأنها في ذلك شأن الصيدليات المغربية.

ونبّه المتحدثون إلى أن هناك العديد من الممارسات غير السليمة المتعلقة باستعمال الدواء التي تتفشى على نطاق واسع، مبرزين في هذا الصدد أن العديد من المواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة نموذجا، متى استعملوا دواء اتضح بعد ذلك أنه خفّف من آلامهم، يواصلون أخذه بشكل مستمر متى أحسوا بتلك الآلام دون الرجوع إلى الطبيب، علما بأن هذه الاستمرارية الزمنية قد تترتب عنها مضاعفات تطال أعضاء معينة في الجسم.

وأوضح عدد من الصيادلة بخصوص الأدوية التي تصرف لعلاج الزكام، أن هناك من المواطنين من يطرقون أبواب الصيدليات من أجل اقتناء منتجات دوائية لتخفيض الحمى ولوقف سيلان الأنف، مع أنواع من الفيتامينات وغيرها، هذه الأدوية التي قد تتوفر على مادة «البارسيتامول» على سبيل المثال لا الحصر، في أكثر من نوع وبمعدلات مرتفعة «1 غرام»، ويسعون لاستعمالها في الآن نفسه، الأمر الذي يشكل خطرا عليهم، في حال ما لم يتدخل الصيدلاني وينبه المريض لكيفيات الاستعمال والنسب الدوائية التي يجب عليه أخذها.

وشدد الفاعلون المعنيون على أن هناك أدوية مثلا تصرف لتخفيض درجات الحرارة المرتفعة لكنها ذات تأثير قوي على من يعانون من أمراض القلب والشرايين، ومتى تم استعمالها بمعدلات مرتفعة خارج توجيهات الطبيب وملاحظات الصيدلاني فإن تناولها قد تترتب عنه عواقب لا تحمد عقباها.

وأكد المتحدثون على أن للصيدلاني دور محوري جد هام في استعمال المرضى للأدوية وهو ما يجب منحه المكانة التي يستحقها من خلال التشجيع على التكوين المستمر وتمكين الصيادلة من اختصاصات وصلاحيات تتماشى مع المستجدات المرتبطة بالمنظومات الصحية في العالم بأسره، للتشجيع على الوقاية ولتحقيق الأمن الصحي المنشود.