الجامعة الشعبية المغربية تنظم قافلة لفكيك دعماً لحفظ الذاكرة من خلال السير الذاتية والدراسات والصور واللوحات

235٬937
  • أحمد بيضي
بعد قافلة 15 يوليوز 2023، نظمت “الجامعة الشعبية المغربية” UPM بشراكة مع “مؤسسة أمان للتنمية المستدامة” و”جمعية النهضة”، لقاء حقوقيا، بفكيك، على مدى يومي: الجمعة 24 والسبت 25 نونبر 2023، بفضاء وقاعة النهضة، في موضوع: “حفظ الذاكرة من خلال السير الذاتية والدراسات وعبر الصور واللوحات الفنية”، وذلك في إطار الأنشطة الحقوقية، التربوية، الثقافية، والاشعاعية للجامعة المذكورة.
وتأتي هذه التظاهرة الحقوقية لفكيك، وفق بلاغ بتوقيع رئيس الجامعة، ذ. المصطفى المريزق، تفعيلا للشعار المركزي للجامعة الشعبية المغربية: “المعرفة للجميع بالمجان ..حق من حقوق الإنسان”، كما تأتي ضمن “برنامج وطني لقافلة هذه الجامعة، انطلق من مكناس ليحط الرحال بكل من الرباط وآسفي وخريبكة، لتفعيل برنامجها السنوي وتحقيق أهدافها القائمة على الحق الكوني والمطلق في العلم والمعرفة، كما نصت عليه أرضيتها التأسيسية في سنة 2018″، يبرز البلاغ.
وبينما تندرج القافلة الحقوقية في إطار “ما تشهده بلادنا من اهتمام بهذا الموضوع”، وفي مقدمة ذلك، “متابعة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بحفظ التاريخ والأرشيف والذاكرة”، تأتي في “أعقاب دينامية وطنية  حول الذاكرة وحفظها من خلال السير الذاتية والدراسات وعبر الصور واللوحات الفنية”، حيث تميزت فعاليات القافلة الثانية بالكثير من الأنشطة الحقوقية والاشعاعية، بدعم من المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان.
وضمن فعاليات قافلة الذاكرة المنظمة من طرف “الجامعة الشعبية المغربية”UPM  لفكيك، تم تنظيم “مجموعة من الأنشطة المتعلقة بإعمال خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان تتويجـا للديناميــة الإصلاحيــة التــي تعرفهــا بلادنا”، والتـي شـملت “إصلاحـات سياسـية وقانونيـة ومؤسسـاتية، مكنـت مـن تعزيـز الديمقراطيـة وتحسـين أوضـاع حقـوق الإنسـان”، يضيف البلاغ.
وفي ذات السياق، أكد البلاغ أن القافلة كانت مناسبة كذلك “استحضر فيها البعد التاريخي للذاكرة الجماعية منذ ظهورها بعد ويلات الحرب العالمية الثانية، وارتباطها أساسا بالرصد والتوثيق والعدالة الانتقالية”، و”بالتوجهات الحديثة في إطار العدالة الانتقالية التي جعلتها لا تنحصر في العناصر الثلاثة، لتشمل أشكالا عدة من العمل الإنساني عبر وسائل شتى من بينها الأفلام الوثائقية، والروايات الأدبية وأبحاث ودراسات قانونية ذات الصلة بحقوق الانسان”.
اللقاء الحقوقي، الذي افتتحه رئيس الجامعة الشعبية، ذ. المصطفى المريزق، باسم المنظمين، كان مناسبة، وفق نص البلاغ، ل “طرح المقاربات الأكاديمية للتاريخ والذاكرة والأرشيف”، وذلك من أجل “ربط التصور النظري والمنهجي مع مختلف رؤى ومشاريع حفظ الذاكرة التي طورها الفاعلون المحليون في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي”، وفق بلاغ اللقاء الذي تلى أرضيته الخلفية الفاعل الحقوقي ذ. بوبكر لركو، ويسره الأنثربولوجي ذ. خالد مونة.
وعرف اللقاء مشاركة نخبة من المفكرين والأساتذة الباحثين والفاعلين المدنيين، قدموا عروضا متنوعة تناولت “مفهوم الذاكرة المشتركة وحفظها” ( ذ. مصطفى الإبراهيمي)، “سيرة حياة محمد يونس” (ذ مصطفى لالي)، “فكيك بين سطوة الماضي وانتظارات المستقبل لأحمد بنعابد (ذ. عمر المنديلي)، “الحماية الدولية للأفراد في أراضيهم التقليدية: استمرارية الحقوق اللامادية لساكنة قصور فكيك (د. محمد حجي).
وتم تتويج التظاهرة بعدة نقاط ومحاور وردت ضمن البلاغ، وفي مقدمتها “السير الذاتية كفن أدبي معترف به كأدب، وكشكل من أشكال إغناء التاريخ وتعزيز الهوية الوطنية”، وأساسا “إغناء الذاكرة المشتركة”، وبالتالي “الحفاظ عليها أمام ما يمكن ان ينالها مع مر السنوات، وقد جرى في هذا المجال اختيار سيرة حياة، أضواء ولمحات، للأستاذ محمد يونس وفكيك بين سطوة الماضي وانتظارات المستقبل للأستاذ أحمد بنعابد.
ثم ما يتعلق ب “الأبحاث والدراسات تم اختيار بحث أكاديمي له قيمته، ويتجلى في كتاب الدكتور محمد حجي: “الحماية الدولية للأفراد في أراضيهم التقليدية: استمرارية الحقوق اللامادية لساكنة قصور فكيك”، ويعتبر هذا المؤلف “عملا جبارا في تبيان الحقوق المتأصلة قانونا لساكنة الواحة التي عانت الأمرين بسبب ذلك، بل كانت من الأسباب البعيدة لما عرفته المدينة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
ذلك إلى جانب تنظيم “معرض للصور واللوحات الفنية التي رسمها فنانون أجانب خلال نهاية القرن التاسع عشر إلى حدود الأربعينات من القرن العشرين، وتؤرخ لأحداث مهمة عرفتها المدينة الواحة، وبالأساس عملية قصف زناقة من طرف المستعمر الفرنسي”، إلى جانب “ملامح المدينة في الفترة المختارة وما طرأ فيها من تغيرات سواء في قصورها أو في الواحة الكبيرة”، مع “إبراز الأهمية التي أعطتها السلطات الفرنسية لهذه المدينة التي سماها بعضهم بباريس الصحراء، ووضعوا صورها في إشهاراتهم والطوابع البريدية.. إلى جانب بعض الشخصيات التي زارتها”.
وبينما جرى عرض خريطة لواحات فكيك، التي “لم يبق منها سوى النزر القليل ليتعرف عليها شباب المدينة الذين لا يعرفون منها إلا القليل وبدون تموضعها، تميز الجزء الثاني من برنامج القافلة بافتتاح معرض الصور، من خلال اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية التاريخية، بفضاء “جمعية النهضة” (ضم 100 صورة)”، ليختتم ذلك بحفل قدمت خلاله تلميذات جمعية النهضة لوحات فنية وأناشيد حقوقية رائعة.
وعلى هامش اللقاء قامت “الجامعة الشعبية المغربية” و”مؤسسة أمان للتنمية المستدامة” بتقديم مجموعة من الكتب والملابس الرياضية ل “جمعية النهضة” التي جرى الإعلان عن اتفاقية شراكة معها، فيما أكد البلاغ أن “إعمال توصيات القافلة ستفتح أمام الفاعلات والفاعلين السياسيين والحقوقيين، ونساء ورجال القانون، لإيجاد أجوبة أمام الانتهاكات التي طالت وتطال ممتلكات الساكنة في إطار ما يمكن أن نسميه العدالة الانتقالية بين الدول”.
error: