معرض كاليغرافي جماعي بسلا تكريما لروح الراحل مولاي الحسن حيضرة

982

احتضن رواق (Inex) بسلا، مؤخرا، معرضا تشكيليا جماعيا لفن اللوحة الحروفية (الكاليغرافيا) بعنوان “جوهر”، وذلك تكريما لروح الشاعر والفنان التشكيلي الحروفي الراحل مولاي الحسن حيضرة.
وبحسب المنظمين، تتعايش في هذا المعرض مجموعة من التجارب الحروفية المغربية من إبداع ثلة من الخطاطين المغاربة المرموقين، تأبينا للراحل واحتفاء رمزيا بمنجزه الكاليغرافي المتميز الذي أثرى كثيرا المشهد الفني والإبداعي داخل المغرب وخارجه. ويشكل المعرض، حسب المصدر ذاته، فرصة لإطلاع الجمهور على جوانب مميزة للوحة الحروفية المغربية التي تستمد ملامحها التعبيرية من التجريد الصباغي الحديث والمعاصر بحس جمالي متفرد يعكس مهارة وإبداعا منقطع النظير.
وقال منسق المعرض، الناقد الفني والباحث في الجماليات حسن لغدش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الهدف من اختيار (جوهر) كعنوان للمعرض يكمن في “تسليط الأعمال المعروضة الضوء على جوهر الحرف” .
وأضاف أن هذه التظاهرة، باعتبارها إهداء لروح الراحل مولاي الحسن حيضرة، سعت إلى تجميع تجارب مختلفة لفنانين عايشوا الراحل، مبرزا أن الأعمال المعروضة تعتبر تكريسا للرسالة الاصيلة لفن اللوحة الحروفية المغربية المتمثلة في انفتاح الحرف على الكونية.
من جهته، عبر الفنان التشكيلي الحروفي محمد أبا عبيدة، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا المعرض التأبيني لمن اعتبره أكثر من مجرد شاعر وفنان تشكيلي حروفي، مسجلا أن الراحل “كان عبقريا فذا ومجددا ترك أثره في نفوسنا وريشتنا على حد سواء”.
وعن أسلوبه الفني، قال الفنان إنه يميل بالخط إلى التجريد من خلال الحرف غير المقروء، موضحا أنه يحاول المزج في لوحاته بين الخطوط العربية المعروفة والخط المغربي الأصيل باستعمال أدوات مختلفة.
من جانبه استحضر الفنان التشكيلي الحروفي عبد الغني ويدة، ذكرياته مع الراحل في نهاية السبعينات عندما أسس رفقته أول جمعية تعنى بفن الخط العربي في المملكة بمدينة مراكش، مؤكدا أن “الراحل، بمعية الجيل الأول من الخطاطين المغاربة، كان سفيرا حقيقيا استطاع نقل فن الحروفية المغربية إلى العالمية”.
وقال عبد الغني ويدة إن “التأثير الكبير لمدرسة مولاي الحسن حيضرة الفنية يعود للعمل الجبار الذي كان الراحل يقوم به في البحث والاجتهاد والابتكار” ، موضحا أن “المجهودات التي بذلها الجيل المؤسس للحروفية المغربية توجت بمنح فن الحروفية المغربية مكانته المستحقة”.
وأضاف أن هذا الفن لم يكن ليبلغ هذا المقام لولا الالتفاتة المولوية الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أطلق مبادرات ملكية متتالية تهدف لتثمين هذا التراث الفني المتجدد.
يشار إلى أن مولاي الحسن حيضرة الذي توج سنة 2019 بجائزة محمد السادس للحروفية، كان خطاطا وكاتبا وشاعرا وفنانا تشكيليا من رواد فن الحروفية المغربية والعربية بتجربة فنية فاقت أربعين عاما، عرضت خلالها أعماله في أكبر المعارض الدولية

error: